فالكيري (Valkyrie) هو روبوت بشري سمي على اسم شخصية نسائية بارزة في الأساطير الإسكندنافية، تم تقديمه في عام 2013 من قبل مركز جونسون للفضاء التابع لناسا، ليحل محل الروبوت الأقدم Robonaut2 R2. يبلغ طول هذا الروبوت العملاق 1.90 متر ويزن 125 كغ وشكله وتصميمه يشبه البشر لكي يتمكن من مساعدة رواد الفضاء في تنفيذ الأعمال الروتينية والخطيرة مثل تركيب وتنظيف ألواح الطاقة الشمسية وإصلاح أعطال المركبات الفضائية.

يتم تشغيل فالكيري بواسطة بطارية باستطاعة 1.8 كيلو وات في الساعة مدمجة معه مثل حقيبة الظهر وتمكنه من العمل ساعة كاملة قبل تبديلها. تتمتع ذراعيه ويديه بدرجات كبيرة من الحرية؛ وكذلك الأمر بالنسبة للجذع والساقين مما يمكنه من القيام بالعديد من الحركات بما فيها إمالة وتدوير الرأس والجذع. و بفضل العديد من أجهزة الاستشعار والكاميرات الموجودة على أطرافه وصدره و رأسه يمكن له إدراك البيئة المحيطة وتنفيذ العديد من المهام على الأرض ومع رواد الفضاء على القمر و المريخ.

التعاون مع المختبرات والشركات

يتمتع بمظهر قوي وبنية متينة لكي يتمكن من العمل في بيئات صعبة وخطيرة؛ وقد قام فريق فالكيري بالتعاون مع عدة مراكز أبحاث كي يستخدموا الروبوت كمنصة لأبحاثهم وتعاونوا مع معهد فلوريدا للإدراك البشري والآلي (IHMC) ليقوموا بجعل الروبوت يستخدم خوارزميتهم للمشي. وفي يوليو/تموز 2023، خضع الروبوت لاختبار عملي في أستراليا إذ تم تشغيله في منشأة بحرية للطاقة غير مأهولة بهدف اختباره في بيئات صعبة وخطيرة لتقييم برمجياته وتحسينها.

كما تتعاون ناسا مع شركة أبترونيك للروبوتات في تكساس وذلك لتطبيق التقنيات التي يستخدمونها في روبوتهم البشري أبولو على فالكيري؛ فرغم أن روبوت أبولو مصمم ليعمل في المستودعات لكن نقل هذه المعرفة ستفيد الروبوتات المصممة للعمل في الفضاء.

التحكم بالروبوت

كما يمكن التحكم بالروبوت من خلال أجهزة الواقع الافتراضي فعندما نرتدي النظارات المتصلة به نرى تماما ما يراه الروبوت من خلال كاميراته ويمكن أن نتحكم به ونحركه من خلال تحريك مقابض التحكم لجعله يقوم بالعديد من الوظائف؛ ورغم ذلك فالهدف الأبعد هو جعل الروبوت يقوم بالمهام بمفرده دون الحاجة للتحكم عن بعد.

إلى القمر

يعمل فريق فالكيري لتطوير الروبوت حتى يتمكنوا من إرساله إلى القمر ثم إلى المريخ ضمن برنامج أرتميس الذي تهدف ناسا من خلاله بناء قاعدة على القمر؛ ويأمل فريق فالكيري أن يصل الروبوت لمرحلة من التطور يتمكن فيها من المساعدة في إنشائها وصيانتها.