الصين بدأت الهجوم في حرب الرقائق الصينية-الأمريكية

بقلم:   تامر كرم           |  July 6, 2023

حرب الرقائق بين اميركا والصين

بدأت أمريكا حرب الرقائق الإلكترونية منذ مايقرب العامين ضد الصين، إذ منعت شركة إنفيديا من تصدير شرائحها الأكثر تقدماً للصين مدعية الخوف من استخدامها في الصناعات العسكرية. كما أنها منعت الشركات العالمية من تصدير معدات صناعة الرقائق البالغة الصغر مما جعل الشركة الهولندية "أي أس أم أل" ASML تتوقف عن تزويد مصانع الرقائق في الصين بالتقنيات الحديثة.

الصين بقيت صامتة حتى قبل شهرين إذ قررت دخول ميدان المعركة مستخدمة أسحلتها تدريجياً. ففي شهر مايو-أيار قامت بمنع الشركات الصينية من استيراد الرقائق الالكترونية من الشركة الأمريكية ميكرون Micron مدعية عدم قدرتها على التأكد من سلامة منتجاتها وعدم تهديدها للأمن السيبراني الصيني، لكن بعد فترة قصيرة أعلنت ميكرون عن استثمارات جديدة في الصين في رغبة صريحة لتسوية الخلافات مع أكبر دولة تشتري منتجاتها.

ومنذ عدة أيام أعلنت الصين عن فرض قيود على تصدير معدني الغاليوم والجرمانيوم المستخدمين في إنتاج الرقائق الالكترونية وهي أكبر البلدان المنتجة لهم. لم يتم منع تصديرهما بالكامل بل أصبح يحتاج موافقة من وزارة التجارة الصينية، وهذا يتطلب من الشركات التي تستوردهما الافصاح كيف وأين تستخدمهما، وهذا ما سيؤثر على الإمدادات العالمية وبالتالي الانتاج العالمي للرقائق.

يذكر أن الشركة التايوانية TSMC هي أكبر مصنع للشرائح الالكترونية في العالم، ولهذا فإن التوتر بين أميركا والصين حول إمكانية استعادة الصين لها سيبقى قائماً، فمن غير المحتمل أن تتساهل أمريكا في وضع الصين يدها على أكبر مصانع الرقائق في العالم وأكثرها حرفية وإنتاجية.

لكن استمرار معركة الرقائق بين الطرفين -وإذا تم التصعيد من الجانب الأمريكي- ربما سيضر بكل الشركات المصنعة للرقائق بما فيها الشركة التايوانية TSMC، وسيدفع الصين إلى تسريع الاعتماد الذاتي في تصنيع كافة احتياجاتها من الرقائق وتطوير مصانع إنتاجها محلياً. وهذا إن كان يتطلب عدة سنوات لكن يبدو أن الصين قد عقدت العزم على التحدي وتأخرها في الرد ودخول ساحة الصراع كان ضرورياً لدراسة خياراتها والاستعداد لكافة الاحتمالات.



مشاركة