عندما نتكلم عن الروبوتات غالباً ما نتخيل تلك الروبوتات الكبيرة ذات الأرجل والهيكل الذي يشبه الإنسان والتي تسمى الروبوتات البشرية أو الإنسان الآلي؛ لكن هناك روبوتات ميكروية صغيرة الحجم تنال قسطاً كبيراً من اهتمام الباحثين والشركات لكنها أقل لفتاً للانتباه ربما بسبب صغر حجمها.
ماهي الروبوتات الميكروية؟
هي روبوتات صغيرة الحجم يبلغ حجمها أقل من 1 مليمتر وبالإنجليزية تسمى MicroRobots. ويتفق العاملون في هذا المجال أن الأصغر منها هي الروبوتات النانوية NanoRobots التي هي أصغر من 1 ميكرون -أو 1 بالألف من المليمتر-؛ والأكبر منها هي الروبوتات الصغيرة جدا MilliRobots والتي هي أصغر من 10 سنتمتر؛ ثم الروبوتات الصغيرة SmallRobots التي هي أصغر من 100 سنتيمتر.
ميزة وسيئة الحجم الصغير
بسبب صغر حجم هذه الروبوتات الميكروية فهي رخيصة الثمن ويمكن استخدامها بأعداد كبيرة على شكل فرق متعاونة فيما بينها لإنجاز مهام كثيرة؛ فصغر حجمها يسمح لها بالدخول لأماكن يصعب على الإنسان أو الروبوتات الكبيرة الوصول لها. لكن بالمقابل فصغر الحجم ينجم عنه صعوبة في تصنيع هذه الروبوتات؛ ورغم تمكن التطور التكنولوجي من تصغير حجم الرقائق الإلكترونية مما جعل تصنيعها أمراً ميسراً لكن تبقى مسألة تزويدها بالطاقة أمراً صعباً فالبطاريات مازالت كبيرة الحجم ومصادر الطاقة الأخرى كالشمس تحتاج لأجهزة كبيرة نوعاً ما لتكون فعالة ومصادر الطاقة الخارجية كالليزر و الأمواج الفوق صوتية تتطلب أن يبقى الروبوت في مجال محدد ومراقب.
أين تستخدم الروبوتات النانوية؟
تستخدم هذه الروبوتات في الكثير من المجالات المدنية والعسكرية. فهي مفيدة جداً أثناء البحث عن ناجين من الكوارث الطبيعية كالزلازل إذ يمكنها سبر الأنقاض والدخول تحتها بسهولة لاستكشاف وجود ناجين؛ كما يمكنها سبر أغوار البحار والغابات لأغراض المراقبة أو البحث. كما أنها تستخدم لتشخيص الخلل في الآلات الكبيرة والوصول لأماكن ضيقة لإصلاحها.
تستخدم هذه الروبوتات أيضاً في المجال الطبي إذ تدخل لجسم الإنسان لإيصال بعض العلاجات الموضوعية لخلايا معينة ويأمل العلماء أن تؤدي هذه الروبوتات إلى المساعدة في القضاء على الخلايا السرطانية من خلال الوصول لها وتحديدها وتدميرها والإبقاء على الخلايا السليمة بعكس العلاج الكيمائي الذي يقتل كل الخلايا.
أمثلة عن الروبوتات الميكروية
من أمثلة هذه الروبوتات روبوت جامعة هارفارد RoboBee الذي يشبه النحلة وهو مازال لايستخدم إلا في المختبر فبرغم من إنتاج عدة أجيال منه إلا أن مسألة تزويده بالطاقة الكافية للطيران مسافة طويلة لم يتم إنجازها حتى الآن.
والروبوت السرطان الذي يمشي ويقفز وعرضه نصف ميليمتر فقط. وتبقى مشكلة الطاقة نفسها إذ يتم تحريكه باستخدام أشعة الليزر وبالتالي لا يمكن أيضاً استخدامه للعمل في أماكن غير مراقبة.
مستقبل الروبوتات الميكروية
يأمل العاملون في هذا المجال على ابتكار طرق جديدة لجعل هذه الروبوتات تعمل في البيئة التي تتواجد فيها دون تدخل خارجي؛ وهذا يتطلب أولاً أن تملك مصادر طاقتها و ثانياً أن تتزود بتقنيات ذكية تجعلها قادرة على العمل الذاتي المستقل والشيء الثالث الذي يسعى العلماء لتحقيقه هو جعلها تتواصل فيما بينها من خلال شبكة اتصال بيني لتنسيق مهامها وجعلها تعمل ضمن فرق وأسراب متناغمة كما في حالة خلية النحل أو أسراب الحشرات.