من الشجر إلى القمر: لماذا استخدام الأقمار الصناعية الخشبية؟

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Jan. 13, 2025

wooden-sat

تتزايد أعداد الأقمار الصناعية المنتشرة في الفضاء، وحتى الآن كلها مصنوعة من المعادن مما يجعلها غير صديقة للبيئة، فبعد انتهاء خدمتها عندما تعود إلى الغلاف الجوي ستحترق فيه، لكن احتراقها ينتج عنه مواد ضارة مثل جزيئات أكسيد الألومنيوم، كما أن بقاياها تزيد الحطام الفضائي الذي قد يتسبب بحوادث غير متوقعة.

لماذا الخشب؟

يسعى الباحثون إلى استخدام الخشب لصناعة الأقمار الصناعية، فهو مادة مستدامة صديقة للبيئة، يحترق بالكامل عند عودته للغلاف الجوي، ولا ينتج عن ذلك مخلفات ضارة وحطام فضائي مثل المعادن.

كما أن الخشب يتمتع بمتانة في الفضاء بعكس حالته على الأرض، إذ يمكن أن يتحلل ويتعفن ويحترق بسهولة لكن هذه العمليات لاتحدث في فراغ الفضاء وغياب الأوكسجين.

في نوفمبر/تشرين الأول 2024، أطلقت اليابان القمر الصناعي الخشبي الأول في العالم ليجنوسات (LignoSat)، وتمت صناعته من خشب الماغنوليا ويزن 900 جرام فقط ولا تتجاوز مساحته راحة اليد، وتتمثل مهمته في اختبار كيفية استجابة الخشب لظروف الفضاء مثل التغيرات الشديدة في درجات الحرارة والإشعاع. وهناك مشاريع مماثلة قيد التطوير، مثل "Wisa Woodsaat" في فنلندا، والتي لا تزال تنتظر إطلاقها.

كما أن الخشب أخف وزناً من المعادن، فنجاح استخدامه في الأقمار الصناعية يمهد الطريق لاستخدامات أوسع له في استكشاف الفضاء، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقليل التكاليف وفتح آفاقاً جديدة للابتكار في تقنيات الفضاء.



مشاركة