أكويو: المشروع النووي الذي يربط تركيا وروسيا لمدة 60 عام

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Oct. 24, 2025

tk-nuclear

تقوم تركيا ببناء أول محطة نووية لها في منطقة أكويو الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، لتدخل بذلك نادي الدول المالكة للطاقة النووية المدنية. المشروع الذي يضم أربعة مفاعلات من طراز VVER-1200 بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاواط، هو الأول من نوعه في تاريخ الطاقة التركي، ومن المتوقع أن يُغطي نحو 10٪ من احتياجات البلاد من الكهرباء عند اكتماله.

بدأت أعمال الإنشاء فعلياً في عام 2018 بعد توقيع اتفاق حكومي بين أنقرة وموسكو في 2010، وهو اتفاق فريد من نوعه عالمياً، إذ يُنفذ وفق نموذج "البناء–الامتلاك–التشغيل" (Build–Own–Operate). بموجب هذا النموذج، تتولى شركة روسآتوم الروسية تمويل المشروع بالكامل، وتقوم ببنائه وتشغيله، وتبقى مالكته لمدة 60 عاماً. هذا يعني أن تركيا لا تتحمل عبء التمويل أو التشغيل المباشر، بل تشتري الكهرباء من المحطة بموجب اتفاق طويل الأجل، ما يُقلل الضغط على ميزانيتها ويُسرّع دخولها عالم الطاقة النووية.

المفاعل الأول من المتوقع أن يبدأ العمل في عام 2026، على أن تدخل باقي المفاعلات الخدمة تدريجياً حتى عام 2028. وعند التشغيل الكامل، ستنتج المحطة نحو 35–40 تيراواط/ساعة سنوياً، وهو ما يعادل تقريباً 10٪ من إجمالي إنتاج الكهرباء في تركيا، ويساهم في تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي المستورد، ويُخفض انبعاثات الكربون بنحو 18 مليون طن سنوياً.

اختيار نموذج BOO لم يكن مجرد خيار تقني، بل يعكس مصالح متبادلة بين روسيا وتركيا. بالنسبة لروسيا، يُعد المشروع وسيلة لتعزيز نفوذها في قطاع الطاقة النووية العالمي، وتأمين وجود طويل الأمد في منطقة استراتيجية. أما تركيا، فترى فيه فرصة لبناء قاعدة نووية دون تأخير أو عبء مالي، مع نقل المعرفة تدريجياً إلى كوادرها المحلية، حيث يشارك مئات المهندسين الأتراك في التدريب داخل روسيا.



مشاركة