صواريخ توماهوك (Tomahawk) هي صواريخ كروز بعيدة المدى، تم تطويرها في الولايات المتحدة منذ الثمانينيات. تعمل هذه الصواريخ بمحرك نفاث وتُستخدم لضرب أهداف أرضية بعيدة بدقة عالية، و تتميز بقدرتها على التحليق على ارتفاع منخفض للغاية لتفادي الدفاعات الجوية، ما يجعلها مثالية لضرب الأهداف المحصنة والبعيدة دون الحاجة إلى استخدام الطائرات المقاتلة.
يبلغ طول صاروخ توماهوك حوالي 5.56 متر، ويصل قطره إلى نحو 52 سنتيمتر. يُطلق بشكل أساسي من السفن أو الغواصات، ويقارب وزنه عند الإطلاق 1300 كيلوغرام، و يحمل رأساً حربياً تقليدياً شديد الانفجار يزن حوالي 450 كيلوغرام، وهو مصمم لضرب أهداف أرضية مثل مراكز القيادة، والبنية التحتية العسكرية، أو المنشآت الحيوية.
تُصنع صواريخ توماهوك حالياً من قبل شركة رايثيون (Raytheon) في أريزونا. يعمل الصاروخ بسرعة دون صوتية (subsonic) تبلغ نحو 880 كيلومتر في الساعة. يختلف مداه حسب النسخة؛ ففي نسخته Block IV يصل المدى إلى حوالي 1600 كيلومتر، بينما في النسخة الأحدث Block V قد يتجاوز 1800 كيلومتر. يمنحه هذا المدى قدرة على تنفيذ ضربات عميقة داخل أراضي العدو دون الحاجة إلى اقتراب المنصات الحاملة.
أنظمة التوجيه والملاحة
يعتمد الصاروخ على مزيج من عدة أنظمة ملاحة لضمان إصابة الهدف بدقة عالية. تشمل هذه الأنظمة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ونظام القصور الذاتي (INS)، ونظام مطابقة التضاريس (TERCOM) الذي يسمح له بتجنب العوائق، بالإضافة إلى نظام مطابقة المشاهد الرقمية (DSMAC) الذي يقارن الصور الأرضية الفعلية مع صور مخزنة مسبقاً.
تتميز النسخ الحديثة بقدرتها على إرسال صور أثناء الطيران وتلقي أوامر جديدة لتغيير الهدف وهي في الجو عبر الاتصال بالأقمار الصناعية، ما يمنحها مرونة كبيرة في العمليات التي تتطلب استجابة سريعة.
تاريخ الاستخدام والنسخ المختلفة
استُخدمت صواريخ توماهوك في العديد من العمليات العسكرية البارزة، أبرزها حرب الخليج عام 1991، وحرب العراق عام 2003، والضربات الجوية ضد أهداف في ليبيا وسوريا حيث أُطلقت من سفن ومدمرات بحرية.
تجدر الإشارة إلى أن صواريخ توماهوك هي في الأساس صواريخ أرض-أرض (سطح-سطح) بحرية تُطلق من السفن والغواصات. لم يتم تطوير نسخة جو-أرض تُطلق من الطائرات، على عكس بعض صواريخ كروز الأخرى. كما أن الولايات المتحدة قامت في الماضي بتطوير نسخة أرض-أرض تُطلق من قاذفات متحركة برية، إلا أنها توقفت لكنها قد تعيد تطوير نسخة أرض-أرض لتصديرها لأوكرانيا.