البطل المنقذ: فشل بوينج ستارلاينر يُهدي نصراً غير منتظر لسبيس إكس

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Aug. 25, 2024

starliner-dragon

في ٢٤ أغسطس-آب قررت ناسا إعادة مركبة الفضاء ستارلاينر التابعة لشركة بوينج بدون طاقمها، وستعود المركبة في سبتمبر-أيلول قبل طاقمها المقرر عودته فبراير-شباط من العام القادم، لكن على متن سفينة الفضاء دراجون التابعة لـ سبيس إكس التي كان على ستارلاينر أن تنافسها.

وصل الطاقم إلى المحطة في يونيو-حزيران في أول رحلة لمركبة ستارلاينر الفضائية، واجهت المركبة العديد من المشاكل و تعطل ٥ محركات دفع من ٢٨، لكنها تمكنت من الوصول بنجاح. المهمة التي كان مقرر لها أن تدوم أسبوع امتدت لأشهر، ولم تتمكن بوينج من إصلاح أعطال المركبة لضمان عودة آمنة لرواد الفضاء.

أصبح فشل بوينج أمرا معتادا، ففي السنوات الأخيرة لا يمر شهر إلا ونقرأ عن مشاكل في طائراتها وأنظمتها الملاحية، وكما أهدى فشلها في الطيران فوزا كبيرا لشركة إيرباص وقفزة كبيرة في مبيعاتها، فإن فشلها في الفضاء يعطي فوزا كبيرا غير منتظر لسبيس إكس.

ففي الوقت الذي كنا ننتظر ظهور مزود آخر منافس لها يقاسمها رحلات الفضاء، زادت أعمالها إذ سيتوجب عليها القيام برحلات إضافية بطولية لتصحيح أخطاء المنافس وإنقاذ ضحايا أخطائه، فتتحول من المزود الوحيد إلى المزود البطل المنقذ حتى لمنافسيه.

واجهت بوينج تأخير زمني كبير في تطوير مركبتها الفضائية ستار لاينر، ففي عام 2014 منحت ناسا كل من سبيس إكس وبوينغ عقوداً لتطوير مركبتي فضاء لنقل رواد الفضاء لمحطة الفضاء الدولية وكان مقرر أن يتم اختبار مركبتيهما عام 2019، نجحت مركبة دراجون في الاختبار أما مركبة بوينج فقد فشلت وكان علينا الانتظار حتى عام 2022 لتنجح في تجربتها. ومنذ عام ٢٠٢٠ تجري سبيس إكس رحلات مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية بلغت ٨ رحلات حتى الآن.

ساهم تأخر بوينج وتكاليف تطويرها الكبيرة في بقاء سبيس إكس المزود الوحيد في أميركا، وقد راهنت ناسا على ستارلاينر وأغدقت عليها دعما ماليا إضافيا وصل إلى أكثر من ٤ مليار دولار.

كل هذا الوقت الإضافي والدعم المالي لم ينجح في إيجاد مزود ناجح لرحلات الفضاء، لا بل عزز قوة المزود الوحيد وجعله أكثر تميزا وثقة وتقديراً لما أنجزه، إذ يبدو أن الأمر يحتاج خبرات وكفاءات حتى بوينج لا تمتلكها.

رغم أن انتكاسة بوينج قد عززت مكانة سبيس إكس و أثبتت أن العمل الجدي والدقة والابتكار يؤتي آُكله، إلاّ أن هذه الحادثة تشير إلى أهمية وجود مزودين متعددين ومستقلين لخدمات النقل الفضائي، فإن فشل مزود نجد شركات ثانية قادرة على إنقاذ الموقف والمساعدة في النجاح في استكشاف الفضاء وتخفيف المخاطر التي يمكن أن تحدث.



مشاركة