يُعد صاروخ شاهين-3 الباليستي من أبرز إنجازات باكستان في مجال الردع النووي، إذ وسع نطاق التهديد الدفاعي ليشمل أهدافاً بعيدة المدى، بما فيها قواعد هندية في المحيط الهندي.
بدأ تطوير شاهين-3 في عام 2000، كرد مباشر على نشر الهند لصواريخ "أغني-3" متوسطة المدى، وتوسعها الاستراتيجي نحو جزر أندمان ونيكوبار. هذه الجزر تُعد قاعدة محتملة للهند لتنفيذ ضربات نووية وكانت تقع خارج مدى الصواريخ الباكستانية السابقة. لذلك، جاء شاهين-3 ليمنح باكستان القدرة على ضرب أي نقطة داخل الأراضي الهندية، بما في ذلك قواعدها البحرية والجزرية، وبالتالي حرمانها من "ملاذ آمن" لتوجيه ضرباتها.
المواصفات التقنية للصاروخ
صاروخ شاهين-3 هو صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود الصلب، ما يمنحه قدرة على الإطلاق السريع والتخزين الآمن. يبلغ مداه الأقصى حوالي 2750 كيلومتر، أي يصل إلى البحر المتوسط، وهو بذلك الأطول مدى في الترسانة الباكستانية. تصل سرعته إلى ماخ 18 (أي 18 ضعف سرعة الصوت)، ويبلغ طوله حوالي 19.3 متر، وقطره 1.4 متر. يحمل رأساً حربياً تقليدياً أو نووياً، بوزن يصل إلى أكثر من 1 طن.
يتكون الصاروخ من مرحلتين، ويستخدم نظام توجيه بالقصور الذاتي مع تصحيح في المرحلة النهائية لضمان دقة الإصابة. و يُطلق من منصة متحركة، ما يمنحه مرونة في الانتشار والتخفي.
مراحل التطوير والتشغيل
بدأت باكستان اختبار شاهين-3 في عام 2015، حيث أُجري أول إطلاق تجريبي ناجح في مارس 2015، ثم تم عرضه علناً في العرض العسكري السنوي في مارس 2016.
و هناك أيضا مؤشرات على أن باكستان تعمل على تطوير نسخة تحمل رؤوساً متعددة قابلة للتوجيه المستقل (MIRV)، ما يسمح للصاروخ بضرب عدة أهداف في وقت واحد، وهو رد تقني على تطوير الهند لمنظومات الدفاع الصاروخي.