روسيا تبني في الهند أكبر وأحدث محطة نووية

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Dec. 8, 2025

india-reactor

تمتلك الهند اليوم بنية تحتية نووية راسخة قوامها 25 مفاعلاً نووياً، تبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية نحو 8.8 غيغاواط، وهو ما يغطي قرابة 3% من إجمالي احتياجات البلاد من الكهرباء.

تُعد معظم هذه المفاعلات ثمرة جهود وطنية خالصة، حيث اعتمدت نيودلهي لعقود على تطوير تقنيات محلية ترتكز بشكل أساسي على مفاعلات الماء الثقيل المضغوط (PHWR)، التي أثبتت كفاءة المهندسين الهنود في تصميم وبناء وتشغيل المحطات متوسطة الحجم بقدرات تصل إلى 700 ميغاواط.

لكن محطة كودانكولام في ولاية تاميل نادو تُشكل استثناءً استراتيجياً، فهي المشروع الأكبر والأحدث في تاريخ الهند النووي، وتُبنى بتقنية روسية كاملة تحت إشراف شركة "روس آتوم". وتختلف هذه المحطة جذرياً عن نظيراتها المحلية، إذ تعتمد على مفاعلات الماء المضغوط المتطورة من طراز (VVER-1000).

تضم المحطة حالياً مفاعلين كبيرين يعملان بكامل طاقتهما ويضخان الكهرباء في الشبكة الوطنية، بينما يجري العمل على قدم وساق لاستكمال بناء 4 مفاعلات أخرى، ليصل إجمالي وحدات المحطة عند اكتمالها إلى 6 وحدات كبيرة.

وقد شهدت العلاقات الهندية الروسية في هذا المجال زخماً كبيراً خلال القمم الثنائية الأخيرة؛ فلم يقتصر الاتفاق بين الجانبين على تسريع وتيرة العمل في وحدات كودانكولام المتبقية فحسب، بل امتد ليشمل تخصيص موقع جديد كلياً في الهند لبناء سلسلة إضافية من المفاعلات الروسية الحديثة. كما تلتزم موسكو بتزويد الهند باليورانيوم المخصب والوقود النووي اللازم لتشغيل هذه المفاعلات طوال عمرها التشغيلي، مما يضمن للهند استقراراً في الإمدادات.

وبالتوازي، تسعى الهند إلى تنويع شراكاتها الدولية، حيث تخوض مفاوضات متقدمة مع فرنسا لبناء مشروع ضخم آخر في منطقة "جايتابور". ويهدف هذا التعاون مع شركة كهرباء فرنسا (EDF) إلى إنشاء مفاعلات تعتمد على التكنولوجيا الأوروبية (EPR)، غير أن هذا المسار لا يزال يواجه بعض التحديات الفنية والتمويلية مقارنة بالسلاسة التي يشهدها المسار الروسي.



مشاركة