يُعد نظام باتريوت (Patriot) من أبرز أنظمة الدفاع الجوي في العالم، وقد طورته شركة Raytheon الأمريكية لحماية الأجواء من الطائرات المعادية، والصواريخ الباليستية التكتيكية، وصواريخ الكروز. أثبت النظام فعاليته في العديد من النزاعات، ويُستخدم حالياً من قبل أكثر من 18 دولة حول العالم.
يتألف باتريوت من أربع وحدات رئيسية تعمل بتناغم:
1- الرادار AN/MPQ-65/65A: يكتشف الأهداف ويتتبعها باستخدام تقنية المسح الإلكتروني phased array، ويستطيع التعامل مع أكثر من 100 هدف في وقت واحد. النسخة الأحدث توفر تغطية بزاوية 360 درجة ومقاومة عالية للتشويش الإلكتروني.
2- مركز القيادة والتحكم (ECS): يعالج بيانات الرادار ويصدر أوامر الاشتباك، ويضم أنظمة حاسوبية متقدمة وشاشات عرض تكتيكية. الإصدارات الحديثة تستخدم خوارزميات ذكية لتحسين سرعة ودقة الاستجابة.
3- محطة الطاقة الكهربائية (EPP): تزود النظام بالطاقة اللازمة لتشغيل الرادار ومركز القيادة ومنصات الإطلاق.
4- منصات الإطلاق: تحمل الصواريخ وتطلقها عند تلقي الأوامر. يمكن للمنصة الواحدة حمل 4 صواريخ PAC-2 أو 16 صاروخ PAC-3. وتستخدم نوعين رئيسيين من الصواريخ:
الأول PAC-2 GEM-T: مصمم لاعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية قصيرة المدى، ويعتمد على التفجير القريب لتدمير الهدف. مداه يصل إلى 160 كم وسرعته تقارب 5 ماخ.
الثاني PAC-3 MSE: أكثر تطوراً، يستخدم تقنية "الضربة المباشرة" (Hit-to-Kill) لتدمير الهدف بالاصطدام المباشر به. يتميز بدقة عالية، وقدرة على الاشتباك مع أهداف متعددة، ومدى يصل إلى 35 كم ضد الصواريخ الباليستية، وسرعة تفوق 5.5 ماخ .
تُعد منظومة باتريوت من الأنظمة الباهظة الثمن، فسعر الصاروخ الواحد يتراوح بين 3 إلى 7 ملايين دولار حسب الطراز. و تكلفة البطارية الكاملة تتجاوز مليار دولار، وتشمل الرادار، مركز القيادة، محطة الطاقة، منصات الإطلاق، والصواريخ.
يشكل باتريوت حجر الأساس في الدفاع الجوي الأمريكي، ويُستخدم لحماية المدن والمنشآت الحيوية من التهديدات الجوية المتقدمة. ومع تطور التهديدات، تستمر عمليات تحديث النظام لدمج تقنيات مثل الرادارات النشطة (AESA) والذكاء الاصطناعي، لضمان جاهزيته لمواجهة تحديات المستقبل.