فلسطين 2 هو صاروخ يمني أرض-أرض، بالستي وفرط صوتي، أطلقته جماعة أنصار الله اليمنية أول مرة في 15 سبتمبر 2024، من اليمن إلى تل أبيب قاطعاً مسافة 2040 كيلومتر خلال 11.5 دقيقة.

كان اليمن قد أعلن قبل عدة أشهر عن أول صاروخ فرط صوتي يطوره كان هو فلسطين 1 وأطلقه نحو أم الرشراش، وفلسطين 2 هو نسخة مطورة ومحسنة عنه، واسمه واستخدامه الأول يوحي بالهدف والغاية من تطويره.

أعلن اليمن عن مواصفات هذا الصاروخ: بالستي وفرط صوتي يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين و تبلغ سرعته 16 ماخ ومداه 2150 كيلومتر ويمتلك تقنيات تخفي ومناورة.

بالستي تعني أنه يتبع مساراً قوسياً خلال معظم مساره، وعلى الأغلب يخرج خارج الغلاف الجوي إلى الفضاء ثم يعود ليخترقه متجهاً نحو الهدف.

وفرط صوتي أي أن سرعته القصوى تتجاوز سرعة الصوت بأكثر من 5 مرات، وبالحساب وجدنا أن سرعته الوسطية بلغت 8.6 ماخ أي حوالي 9 أضعاف سرعة الصوت، وبالتالي من الممكن أن يكون قد وصل لسرعة 16 ماخ في إحدى مراحله.

ويستخدم الصاروخ الوقود الصلب وهو مزيج من وقود قابل للاشتعال و مواد مؤكسدة تُخلط معاً بشكل صلب لتكون سهلة النقل والتخزين، ويؤدي احتراقها لتوليد قوة الدفع.

وعلى مرحلتين يعني أنه مكون من جزئين منفصلين، يقوم الجزء الأول بدفعه حتى يقطع مسافة محددة وقد ينفصل عنه لتخفيف الوزن، وتبدأ المرحلة الثانية بالاشتعال وتوليد قوة الدفع، وتقنيات المراحل هذه تٌستخدم في كل الصواريخ الفضائية، و البالستية العابرة للقارات لتعطيها مدى أكبر وربما قدرة على المناورة أيضاً.

أما عن تقنيات التخفي التي يمتلكها فيبدو أنه مصنوع من مواد قد تمتص جزء من إشارات الرادار أو سطحه يقوم بحرفها حتى لا ترتد للرادار ويتم كشفه.

أما عن المناورة فمن المعروف أن الصاروخ البالستي العادي لا يمكن التحكم بمساره بعد أن ينفذ وقوده، وهذه هي الحال أثناء عودته إلى الأرض واتجاهه نحو الهدف، لذلك هو صاروخ غير دقيق، لكن يبدو أن اليمنيين قد استخدموا تقنيات تساعد في توجيه الصواريخ وتعديل مساره حتى يصيب الهدف بدقة كبيرة. وما يدعم هذا القول هو أنهم استخدموا الصواريخ البالستية قصيرة المدى في استهداف البوارج والسفن في البحرين الأحمر والعربي، وقد أبدى الخبراء العسكريون الأمريكيون في أكثر من وثائقي عن دهشتهم من قدرة هذه الصواريخ البالستية على الإصابة الدقيقة وكأنها صواريخ كروز.