كيف تقيس الساعات الذكية نسبة الأكسجين في الدم وما أهميته؟

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 23, 2025

BrainLLM (19)

توفّر الساعات الذكية وسيلة مريحة وسريعة لمراقبة مؤشرات صحية مهمة بشكل مستمر ودون تدخل يدوي. ومن أبرز هذه المؤشرات: قياس تشبع الأكسجين في الدم (SpO₂)، الذي يعكس كفاءة الجهاز التنفسي والدورة الدموية في إيصال الأكسجين إلى خلايا الجسم.

تقوم كريات الدم الحمراء بنقل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم، حيث يرتبط الأكسجين بجزيئات الهيموغلوبين داخل هذه الكريات. وكلما زادت نسبة الهيموغلوبين المرتبط بالأكسجين، كانت التروية الأوكسجينية للخلايا أكثر كفاءة.

في الوضع الطبيعي، تتراوح نسبة تشبع الأكسجين في الدم الشرياني بين 95% و100%. أما إذا انخفضت إلى أقل من 90%، فإن ذلك يُعد مؤشراً مقلقاً ويُعرف طبياً باسم نقص التأكسج (Hypoxemia)، وهي حالة قد تنجم عن أمراض في الرئتين (مثل الربو أو الالتهاب الرئوي)، أو اضطرابات في القلب، أو حالات مثل توقف التنفس أثناء النوم.

ورغم أن الساعات الذكية لا تقدم قراءات بدقة الأجهزة الطبية المتخصصة، وقد تتأثر نتائجها بعوامل مثل حركة اليد، لون البشرة، أو الإضاءة المحيطة، فإنها تمتاز بقدرتها على المراقبة المستمرة والتنبيه الفوري عند انخفاض تشبع الأكسجين، مما يساهم في التدخل المبكر وتفادي المضاعفات الصحية.

تعتمد هذه الساعات على مستشعرات ضوئية تحاول محاكاة جهاز يُعرف باسم "مقياس التأكسج النبضي" (Pulse Oximeter)، وهو جهاز يُستخدم تقليدياً في المستشفيات ويُوضع عادة على طرف الإصبع أو شحمة الأذن.

يعمل هذا الجهاز، وكذلك الساعة، عبر تقنية القياس الضوئي؛ حيث يصدر ضوءين: أحمر وتحت الأحمر، ويتم قياس كمية الضوء الممتص بواسطة الأنسجة. ونظراً لأن الهيموغلوبين المرتبط بالأكسجين وغير المرتبط به يمتصان الضوء بشكل مختلف، يستطيع الجهاز حساب نسبة تشبع الهيموغلوبين بالأكسجين بدقة جيدة.

لكن الفرق الجوهري بين الجهازين يكمن في طريقة القياس:

  • فـ مقياس التأكسج الطبي يعتمد على عبور الضوء؛ حيث يُسلّط الضوء من جهة ويُلتقط من الجهة المقابلة بعد مروره عبر الأنسجة، مما يوفر قياسات دقيقة نسبياً.
  • أما الساعات الذكية، فتستخدم انعكاس الضوء؛ إذ يُسلّط الضوء على الجلد (مثل المعصم)، ويُقاس الضوء المنعكس، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بالعوامل الخارجية.

رغم عدم دقة القياسات دائماً، تظل هذه الأجهزة الذكية أداة فعالة لمراقبة الصحة الشخصية يومياً، وتنبيه المستخدم إلى أي تغييرات ملحوظة قبل أن تتطور إلى مشكلات صحية حقيقية. ومع ذلك، فهي لا تُغني عن الاستشارة الطبية أو القياسات السريرية الدقيقة عند الحاجة.



مشاركة