زوكربيرج، الذي اتهم آبل بعدم الابتكار، يُقدّم أول ابتكار تقني فعلي له

بقلم:   تامر كرم           |  Sept. 23, 2025

meta-rb-display

في عدة مناسبات، وجّه مارك زوكربيرج انتقادات مباشرة إلى شركة آبل، معتبراً أنها لم تُقدّم أي ابتكار تقني حقيقي منذ عهد ستيف جوبز وإطلاق الآيفون. وقد برزت هذه الانتقادات بعد تقديم آبل نظارة "فيجن برو" المنافسة لنظارات "ميتا كويست"، ربما في إشارةٍ إلى أن هذه النظارات ما هي إلا تقليد وليست منتجاً مبتكراً كما يراها البعض.

لكن المفارقة أن "ميتا" نفسها لم تُعرف كشركة رائدة في الابتكار التقني الأصيل. فمعظم إنجازاتها الكبرى جاءت إما عبر الاستحواذ على شركات ومنصات ناجحة، مثل إنستغرام وواتساب، أو من خلال استنساخ ميزات المنافسين، كما حدث مع خاصية القصص (Stories) التي نسختها من سناب شات، أو فيديوهات "ريلز" التي استلهمتها من نجاح تيك توك. حتى دخولها عالم الواقع الافتراضي لم يأتِ من تطوير داخلي، بل عبر شراء شركة "Oculus".

لا شك أن زوكربيرج أثبت نجاحاً إدارياً كبيراً، لكن نجاح ميتا يكمن في كونها مديراً بارعاً للمنصات الرقمية أكثر من كونها مبتكراً تكنولوجياً. فهي تتفوق في تشغيل وتوسيع نطاق التطبيقات الاجتماعية، وتحقيق أرباح ضخمة من الإعلانات، وبناء منظومات رقمية واسعة. لكنها لم تشتهر بتقديم أجهزة ثورية غيّرت قواعد اللعبة، كما فعلت آبل مع الآيفون والآيباد.

مؤخراً، يبدو أن ميتا بدأت بالفعل العمل على ابتكارات تقنية أصلية. فبينما لا تزال بعض مشاريعها طموحة وتجريبية، مثل نظارة أوريون التي تستخدم تقنية هولوغرام مبتكرة، يمكن اعتبار نظارتها الذكية الجديدة "Meta Ray-Ban Display" أول ابتكار تقني حقيقي من إنتاجها. فعلى عكس النظارات السابقة التي اقتصرت على التصوير أو تشغيل الصوت، تأتي هذه النسخة التفاعلية مزودة بشاشة داخل العدسة لعرض التنبيهات والرسائل والصور، مع إمكانية التفاعل معها عبر مساعدها الصوتي الذكي والتحكم بها عبر سوار معصمي (Meta Neural Band) كوسيلة إدخال جديدة، كما تدعم الاتصال بالسحابة وتشغيل تطبيقات مثل واتساب وإنستغرام وفيسبوك مباشرةً من النظارة، مما يقدم تجربة تفاعلية فريدة قد تصبح يوماً ما منافساً للهاتف الذكي نفسه.

وهكذا، قد تكون هذه النظارة الذكية الجديدة بداية تحوّل لشركة ميتا؛ من شركة متخصصة في إدارة المنصات الرقمية إلى شركة قادرة على تقديم أجهزة ذكية تُحدث فرقاً ملموساً في حياة المستخدمين، لا يقتصر فقط على طريقة تواصلهم عبر المنصات.



مشاركة