تُعد منظومة الدفاع الجوي الكورية الجنوبية "تشونغونغ-II"، والمعروفة أيضاً باسم KM-SAM Block II (كي-إم-سام-2)، إنجازاً تقنياً بارزاً في مجال الأنظمة الدفاعية. صُمِّمت خصيصاً للتصدي للتهديدات الجوية الحديثة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، وقد أثبتت فعاليتها العالية في الاختبارات.
تعتمد "كي-إم-سام-2" على تقنية اعتراض "الضرب للتدمير" (Hit-to-Kill)، حيث يتم تدمير الهدف من خلال الاصطدام المباشر دون الحاجة إلى استخدام شحنة متفجرة. يتطلب هذا دقة فائقة ويُقلّل بشكل كبير من الأضرار الجانبية.
يستخدم النظام راداراً متطوراً من نوع PESA (مصفوفة المسح الإلكتروني السلبي)، بمدى يصل إلى 100 كيلومتر، ويغطي مساحة واسعة بزاوية 120 درجة أفقياً و60 درجة رأسياً. هذا يسمح له برصد جميع الأهداف متوسطة الارتفاع أمامه وعلى جانبيه. يمكن للرادار تتبُّع ما يصل إلى 40 هدفاً في وقت واحد، ويُنسّق مع وحدة إطلاق الصواريخ لعمليات الاعتراض.
يصل مدى صاروخ الاعتراض إلى 50 كيلومتر، وارتفاعه إلى 20 كيلومتر، ويتميز بسرعة فائقة تصل إلى 5 ماخ، ويبلغ طوله حوالي 4 أمتار ووزنه 400 كيلوغرام، ويتم توجيهه بالقصور الذاتي ومن رادار المنظومة، كما يحتوي راداراً نشطاً يتم تفعيله عند الاقتراب من الهدف.
بدأ تطوير هذا النظام في إطار جهود كوريا الجنوبية لتقليل اعتمادها على الأنظمة الدفاعية الأجنبية وتعزيز قدراتها الصناعية المحليّة. تم تنفيذ المشروع بالتعاون بين وكالة تطوير الدفاع وشركة "هانوا" الرائدة في الصناعات الدفاعية. دخلت المنظومة مرحلة الإنتاج الكمي في عام 2022. يُقدّر سعر البطارية الواحدة بحوالي 350 مليون دولار أمريكي، ويشمل ذلك وحدات الإطلاق والرادار ومركز القيادة، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والتدريب.
وقّعت ثلاث دول عربية عقوداً مع كوريا الجنوبية للحصول على منظومة "كي-إم-سام-II". كانت الإمارات العربية المتحدة أوّل من أبرم صفقة تصدير في يناير 2022 لشراء 12 بطارية بقيمة إجمالية بلغت نحو 3.5 مليار دولار. تبعتها المملكة العربية السعودية بإعلانها عن صفقة في فبراير 2024 لشراء 10 بطاريات بقيمة 3.2 مليار دولار. وكان العراق العميل الثالث، حيث وقّع عقداً في سبتمبر 2024 للحصول على 8 بطاريات بقيمة 2.8 مليار دولار، وذلك في إطار سعيه لتنويع مصادر تسليحه واستبدال الأنظمة الروسية القديمة بأنظمة أكثر تطوّراً وموثوقية.
تُعد منظومة KM-SAM-II "تشونغونغ-II" نقلة نوعية في الصناعة الدفاعية الكورية، وتُظهر قدرة كوريا الجنوبية على المنافسة بقوة في الأسواق العالمية، خاصّة مع تزايد الاهتمام الدولي بالبدائل التكنولوجية الفعّالة التي تقدّم تكلفة أقل مقارنة بالأنظمة الغربية التقليدية ذات الأسعار المرتفعة.