طُوّرت طائرة KJ-500 من قبل شركة شنشي الصينية للطائرات لتكون منصة متقدمة للقيادة والتحكم والمراقبة الجوية. وتتميز الطائرة بوجود قبة رادارية كبيرة على أعلى هيكلها، تضم ثلاثة رادارات عالية الأداء قادرة على المسح بزاوية 360 درجة، قادرة على اكتشاف الطائرات الشبح مثل إف-22 رابتور وإف-35 الأمريكية.

لا تُعد الطائرة من الطائرات القتالية، إذ لا تُزوّد بصواريخ، بل تُخصص لمهام الرصد والتوجيه والإنذار المبكر. وتستطيع منظومتها الرادارية رصد وتتبع ما يصل إلى 100 هدف في آن واحد ضمن دائرة يبلغ نصف قطرها نحو 470 كيلومتراً.

يتكون طاقم الطائرة، إلى جانب الطيارين، من 10 إلى 15 فرداً من المختصين في تحليل البيانات الرادارية وتحديد التهديدات والتنسيق مع المقاتلات مثل J-20، أو مع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية، لدعم سير العمليات العسكرية بفعالية.

دخلت الطائرة الخدمة الفعلية في عام 2015، وتُعتبر حالياً عنصراً أساسياً في شبكة القيادة والسيطرة التابعة للجيش الصيني، إذ تلعب كحلقة وصل بين الرادارات الجوية و الطائرات المقاتلة و الأنظمة الدفاعية.

تعتمد الطائرة على أربعة محركات توربينية، تتيح لها البقاء في الجو لمدة تصل إلى 12 ساعة، والتحليق لمسافة تقارب 5700 كيلومتر دون الحاجة إلى التزود بالوقود. وفي عام 2020، طُرح طراز KJ-500A القادر على التزود بالوقود جواً، ما يمنحها قدرة أكبر على تنفيذ المهام بعيدة المدى. ويبلغ طول الطائرة 34 متراً، وعرض جناحيها 38 متراً، وتصل سرعتها القصوى إلى 550 كيلومتراً في الساعة.

بحلول منتصف عام 2022، كانت الصين قد أنتجت نحو 30 طائرة من هذا الطراز لصالح قواتها الجوية والبحرية، بينما تشير التقديرات إلى أن العدد قد تجاوز 60 طائرة في الوقت الحالي.

في مطلع عام 2025، ظهرت طائرة KJ-500 للمرة الأولى خارج الصين خلال مناورات "نسور الحضارة 2025" التي جرت بالتعاون مع القوات الجوية المصرية، وذلك في خطوة لافتة تعكس تعزيز الشراكات العسكرية بين البلدين.

وفي يونيو 2025، أعلنت باكستان عن خوض مفاوضات لاقتناء طائرات KJ-500 ضمن صفقة دفاعية أوسع تشمل مقاتلات الشبح J-35A وأنظمة الدفاع الجوي HQ-19، وهو ما من شأنه أن يعزز قدراتها في مجال الرصد وإدارة المعارك الجوية.

تُعد طائرة KJ-500 مثالاً ملموساً على التطور المستمر في القدرات العسكرية الصينية، خاصة في مجال القيادة الجوية والتحكم. وبفضل أنظمتها الرادارية المتقدمة ودورها الحيوي في التنسيق القتالي، أضحت هذه الطائرة أحد الأعمدة الأساسية في استراتيجية الدفاع الصينية. ومع انتشارها المتزايد واهتمام الدول الأخرى بها، يُتوقع أن تستمر KJ-500 في لعب دور مؤثر في المشهد العسكري العالمي خلال السنوات المقبلة.