في تطور عسكري لافت، أعلنت إيران اليوم أنها استخدمت للمرة الأولى صاروخ خيبر الباليستي متعدد الرؤوس، والمعروف أيضاً باسم "خرمشهر-4"، ضمن الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع داخل إسرائيل خلال عملية "الوعد الصادق 3". وقد دخل هذا الصاروخ متعدد الرؤوس الخدمة القتالية في الهجوم الأخير، وشكَّل جزءاً من المرحلة ٢١ من الموجة الصاروخية التي وُصفت بأنها الأشد من حيث الدقة والاختراق.
صاروخ خيبر (خرمشهر-4) هو نسخة متقدمة من سلسلة صواريخ خرمشهر الباليستية الإيرانية. يبلغ مداه حوالي 2000 كيلومتر، ويعتمد على الوقود السائل (مثل الأكسجين السائل مع الكيروسين أو الهيدرازين)، مما يوفر دفعاً قوياً يتيح حمل حمولة ثقيلة تصل إلى 1500 كيلوغرام.
يتكون الصاروخ من مرحلتين: المرحلة الأولى تستخدم محرك أروند المحلي لدفع الصاروخ خارج الغلاف الجوي، بينما تتولى المرحلة الثانية إيصال الرؤوس الحربية المتعددة (2 إلى 5 رؤوس) إلى نقطة الانفصال خارج الغلاف الجوي، حيث يتجه كل رأس حربي بشكل مستقل نحو هدفه بدقة عالية باستخدام أنظمة ملاحة داخلية وتصحيح بالأقمار الصناعية لتحقيق دقة تصل إلى 10-20 متراً.
تُزود الرؤوس بتقنيات مراوغة وأهداف وهمية لتفادي أنظمة الدفاع الصاروخي مثل "القبة الحديدية"، مما يعزز قدرة الصاروخ على اختراق الدفاعات. يهدف هذا التصميم إلى تشتيت أنظمة الاعتراض، وتوسيع نطاق التدمير، واستهداف مواقع استراتيجية متعددة، مثل قواعد عسكرية، وبطاريات دفاع جوي، أو مراكز قيادة.
يختلف صاروخ خيبر هذا عن صاروخ "خيبر شكن"، الذي يعمل بالوقود الصلب ويحمل رأساً حربياً واحداً؛ إذ يستخدم خيبر الوقود السائل ويتميز بتقنية الرؤوس الحربية المتعددة، وقد استخدم "خيبر شكن" في عمليات سابقة.
تعدد الرؤوس الحربية في صاروخ خيبر لا يعزز القدرة التدميرية فحسب، بل يزيد من تعقيد مهام أنظمة الدفاع الصاروخي المعادية، التي تواجه تحدي اعتراض عدة تهديدات متزامنة. هذا التصميم يرهق الدفاعات، ويرفع احتمالية اختراقها بنجاح.
يُشكل استخدام خيبر قفزة نوعية في القدرات الصاروخية الإيرانية، حيث يبرز تطور البرنامج الباليستي الإيراني من التركيز على المدى والحمولة إلى تبني تكتيكات متقدمة وتقنيات توجيه متعددة. هذا الإنجاز يعزز رسالة ردع موجهة للخصوم، ويؤثر بشكل كبير في موازين القوى الإقليمية في الشرق الأوسط.