تُميزت روسيا في تطوير الطائرات العمودية ذات الدوارين متحدي المحور، وهي تقنية هندسية متقدمة تميزها عن معظم الأنظمة التقليدية المستخدمة في الهليكوبترات الغربية التي تستخدم دوار واحد أساسي ودوار زيل.

يعتمد نظام الدوارين متحدي المحور (coaxial rotors) على تركيب دوارين فوق بعضهما، يدوران في اتجاهين متعاكسين حول محور واحد. هذا التصميم يُلغي الحاجة إلى دوار خلفي (الزيل) لمعادلة العزم الدوراني، مما يتيح للطائرة ثباتاً أكبر ومناورة أكثر دقة، خصوصاً في البيئات البحرية أو الحضرية الضيقة.

كما يسمح هذا النظام بتحقيق أداء طيران ممتاز في ظروف الرياح الجانبية، ويمنح الطائرة قدرة على الإقلاع والهبوط العمودي بكفاءة عالية، مع تقليل الضوضاء والاهتزازات مقارنة بالتصاميم التقليدية.

من أبرز الطائرات الروسية التي تستخدم هذا النظام في الخدمة الفعلية هي Ka-27 وKa-32 وKa-52. الطائرة Ka-27 تُستخدم منذ السبعينيات في البحرية الروسية لأغراض مكافحة الغواصات والبحث والإنقاذ، بينما تُعد Ka-32 نسخة مدنية متعددة المهام تُستخدم في الإطفاء والإنقاذ والنقل الجوي في دول مثل كندا وكوريا الجنوبية وسويسرا. أما Ka-52 "Alligator"، فهي طائرة هجومية متقدمة دخلت الخدمة في القوات الجوية الروسية وتُستخدم في العمليات القتالية، وقد أثبتت فعاليتها في ظروف ميدانية صعبة، بما في ذلك في أوكرانيا، وفقًا لتقارير غربية مثل Defense News وJanes.

على عكس روسيا، لا توجد دولة أخرى تُشغّل طائرات هليكوبتر ذات دوارين متحدي المحور على نطاق واسع في الخدمة العسكرية أو المدنية. الولايات المتحدة، عبر شركة Sikorsky، طوّرت نماذج مثل S-97 Raider وDefiant X باستخدام هذه التقنية، لكنها لا تزال في مراحل الاختبار والتقييم ولم تدخل الخدمة الفعلية بعد. أستراليا وبعض الشركات الأوروبية طوّرت نماذج خفيفة أو بدون طيار بهذه التقنية، لكنها لم تُستخدم على نطاق عملياتي واسع.

رغم تميز هذه التقنية لكنها تتطلب هندسة دقيقة وصيانة متخصصة، وقد لا تكون مناسبة لجميع أنواع المهام أو البيئات التشغيلية. لكن في السياق الروسي، حيث تُستخدم هذه الطائرات في مهام بحرية وهجومية تتطلب مرونة عالية، فإنها تُعد خياراً مثالياً، وقد أثبتت جدواها في الخدمة الفعلية لعقود.