المقاتلة الباكستانية JF-17 Thunder بلمسات صينية

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Oct. 9, 2025

jf17-thunder

المقاتلة الباكستانية JF-17 Thunder هي طائرة قتالية متعددة المهام من الجيل الرابع، طُوّرت بالتعاون بين الصين وباكستان لتلبية احتياجات القوات الجوية الباكستانية، وتُعد من أبرز نماذج التعاون العسكري بين البلدين.

بدأ مشروع تطوير JF-17 في منتصف التسعينيات، عندما سعت باكستان إلى استبدال أسطولها القديم من طائرات Mirage III وF-7 بطائرة حديثة منخفضة التكلفة وذات قدرات قتالية متقدمة. دخلت الصين في شراكة مع باكستان عبر شركة تشنغدو لصناعة الطائرات (CAC) ومجمع الطيران الباكستاني (PAC)، وتم التوصل إلى تصميم أولي للطائرة تحت اسم FC-1 Xiaolong في الصين، بينما أُطلق عليها اسم JF-17 Thunder في باكستان. أجرت الطائرة أول رحلة تجريبية في أغسطس 2003، ودخلت الخدمة رسمياً في القوات الجوية الباكستانية في مارس 2007.

تتميز JF-17 بمحرك توربيني واحد من طراز RD-93 الروسي، وهو نسخة معدلة من محرك RD-33 المستخدم في طائرات MiG-29. يبلغ طول الطائرة حوالي 14 متراً، ويصل مداها إلى 3,480 كيلومتر، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو Mach 1.8 (أي حوالي 2,205 كم/ساعة). هيكل الطائرة مصنوع من سبائك الألومنيوم، مع استخدام التيتانيوم في المناطق الحرجة، وتتمتع بقدرة عالية على المناورة بفضل تصميمها الديناميكي الهوائي.

تُسلّح الطائرة بسبع نقاط تعليق خارجية، وتستطيع حمل مجموعة متنوعة من الأسلحة تشمل صواريخ جو-جو قصيرة وبعيدة المدى مثل PL-5 وPL-12، وصواريخ جو-أرض موجهة بالليزر أو GPS، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للسفن. هذا التنوع يجعلها مناسبة لمهام القتال الجوي، والدعم الأرضي، والدوريات البحرية.

حتى عام 2025، تم إنتاج أكثر من 175 وحدة من JF-17، وتُستخدم بشكل أساسي في القوات الجوية الباكستانية، كما تم تصديرها إلى دول مثل ميانمار ونيجيريا، وهناك اهتمام من دول أخرى مثل العراق والمغرب. وتُعد الطائرة خياراً جذاباً للدول التي تبحث عن مقاتلة حديثة بقدرات متقدمة وتكلفة تشغيل منخفضة مقارنة بالمقاتلات الغربية مثل F-16 أو Rafale.

الفائدة الاستراتيجية من JF-17 تكمن في قدرتها على توفير قوة جوية فعالة دون الاعتماد على الموردين الغربيين، مما يمنح باكستان استقلالية أكبر في مجال الدفاع الجوي. كما أن قابلية تطويرها عبر نسخ متعددة مثل Block II وBlock III تُتيح تحسينات مستمرة في المحركات و الرادارات، والأسلحة، وأنظمة الحرب الإلكترونية.



مشاركة