الصاروخ الأميركي "جافلين" (FGM-148 Javelin) يُعد من أبرز أنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للدروع في العالم، تم تطويره من قبل شركتي لوكهيد مارتن ورايثيون، ويُستخدم على نطاق واسع من قبل القوات الأميركية وحلفائها، بما في ذلك أوكرانيا وبولندا.
يعمل الجافلين بتقنية "أطلق وانسَ" (Fire and Forget)، ما يعني أن الجندي لا يحتاج للبقاء لمراقبة الصاروخ وتوجيهه بعد الإطلاق، إذ يتولى توجيه نفسه نحو الهدف باستخدام نظام تصوير حراري داخلي. هذه الميزة تمنح الجنود قدرة عالية على المناورة وتقلل من خطر التعرض لنيران العدو بعد الإطلاق. الصاروخ مصمم ليهاجم الهدف من الأعلى، حيث تكون الدروع عادة أضعف، ويستطيع أيضاً تنفيذ هجوم مباشر عند الحاجة، مثل استهداف المباني أو التحصينات أو الطائرات المنخفضة.
مدى الصاروخ يصل إلى حوالي 2.5 كيلومتر، ويبلغ وزنه نحو 22 كيلوغرام، بينما يزن وحدة الإطلاق الحديثة (LwCLU) حوالي 6 كيلوغرامات فقط، وهي أخف بنسبة 30% من النسخة السابقة وتوفر رؤية حرارية محسّنة وقدرة على الاستطلاع حتى دون إطلاق الصاروخ. سرعة الصاروخ تصل إلى نحو 100 متر في الثانية، ويستغرق بضع ثوانٍ فقط للوصول إلى الهدف، ما يجعله فعالًا في الاشتباكات القريبة والمتوسطة.
رأسه حربي مزدوج من نوع HEAT (شحنة مشكلة مضادة للدروع)، حيث يحتوي على شحنة أولى لتفجير الدروع التفاعلية التي تحمي الدبابة، تليها شحنة ثانية لاختراق الدرع الرئيسي. في النسخة الأحدث FGM-148F، تم تعزيز الرأس الحربي بقذائف متشظية، فبعد الاختراق يُطلق شظايا ليصيب الأفراد والمعدات في الداخل.
يتميز جافلين بسهولة الحمل والتشغيل، وعدم الحاجة إلى أنظمة توجيه خارجية، إضافة إلى دقة عالية في إصابة الهدف، وقدرة على الاشتباك من خلف الغطاء أو من مواقع غير مكشوفة. أما أبرز نقاط الضعف فهي التكلفة العالية لكل صاروخ، والتي قد تصل إلى عشرات آلاف الدولارات، إضافة إلى محدودية المدى مقارنة ببعض الأنظمة الأحدث أو المحمولة على مركبات.
في ميادين القتال، أثبت الجافلين نفسه بامتياز. في أوكرانيا، كان له دور بارز في تدمير دبابات روسية من طراز T-72 وT-90، وفي العراق وأفغانستان استخدم ضد تحصينات ومركبات خفيفة بكفاءة عالية.