تعتمد إسرائيل على منظومة دفاع جوي متعددة الطبقات، بحيث تؤدي كل منظومة دوراً محدداً وفقاً لطبيعة التهديد الجوي من حيث مداه، ارتفاعه، وسرعته. وهذه هي أبرز المنظومات:
1- القبة الحديدية (Iron Dome)
تُعد خط الدفاع الأول ضد التهديدات الصاروخية قصيرة المدى، خصوصًا من غزة وجنوب لبنان. تم تصميمها لاعتراض الصواريخ غير الموجّهة وقذائف الهاون، ضمن نطاق يصل إلى نحو 70 كيلومتر. وتبلغ تكلفة صاروخ الاعتراض الواحد ما بين 40 و50 ألف دولار.
2- مقلاع داوود (David’s Sling)
تمثل الطبقة الثانية في منظومة الدفاع، وتُستخدم للتعامل مع تهديدات متوسطة إلى طويلة المدى مثل صواريخ الكروز والمسيّرات، وذلك في نطاق يصل حتى 300 كيلومتر. تعمل عبر صاروخين عاليي الدقة مزودين برؤوس كهروضوئية تتبع الهدف وتقوم بتدميره. وتتراوح تكلفة كل صاروخ بين 350 و500 ألف دولار.
3- آرو 2 (Arrow 2)
منظومة متخصصة في اعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة إلى طويلة المدى داخل الغلاف الجوي. تعتمد على تقنية "التفجير القريب" لتفجير الرأس الحربي قبل بلوغه هدفه، وتُعد من طبقات الدفاع العليا. تتراوح تكلفة الصاروخ الواحد بين 1.5 و3 ملايين دولار.
4- آرو 3 (Arrow 3)
قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتي قد تحمل رؤوس نووية، وذلك خارج الغلاف الجوي في الفضاء. تعتمد على تقنية "hit-to-kill" التي تدمّر الهدف بالتصادم المباشر دون تفجير. تُعتبر أعلى طبقة دفاعية وتصل تكلفة كل صاروخ إلى 2–3 ملايين دولار.
5- باتريوت الأمريكي (Patriot PAC-3)
رغم أنها أمريكية المنشأ، تُستخدم ضمن المنظومة الدفاعية الإسرائيلية. تغطي نطاقاً متوسطاً إلى بعيد المدى، وتستهدف الطائرات، صواريخ الكروز، والصواريخ الباليستية. وتُستخدم كخيار دعم مرن متعدد الأغراض.
6- سبايدر (SPYDER)
نظام دفاع تكتيكي متحرّك، يغطي نطاقاً قصيراً إلى متوسط من 20 إلى 50 كيلومتر، وارتفاعاً يصل إلى 9 كيلومترات. يستهدف الطائرات، الطائرات بدون طيار، والصواريخ جو-أرض. يستخدم صواريخ جو-جو معدّلة من نوع Python وDerby، ويوفّر حماية فورية للقوات والمنشآت الحساسة.
7- القبة الليزرية (الشعاع الحديدي)
تعتمد على الليزر عالي الطاقة لاعتراض التهديدات الجوية مثل المسيّرات، القذائف، والصواريخ القصيرة. وتُعد مكمّلة للقبة الحديدية التقليدية، مع ميزة فارقة في تكلفة الاعتراض المنخفضة جدًا—تتراوح بين 3 و4 دولارات فقط لكل طلقة ليزرية. إلا أنها لم تثبت فعالية كاملة حتى الآن ومداها لا يتوقع أن يتجاوز بضع كيلومترات.
8- منظومة ثاد (THAAD)
كما أُضيفت مؤخراً إلى شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية منظومة ثاد الأمريكية، وهي منظومة متقدمة لاعتراض الصواريخ الباليستية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي وخارجه. وتُدار هذه المنظومة من قبل جنود أمريكيين، وتُعد من أقوى أنظمة الدفاع الصاروخي في الترسانة الأميركية، حيث تتميز بمدى اعتراض واسع ورادارات فائقة القدرة على كشف التهديدات من مسافات بعيدة.
تشكل هذه المنظومات درعاً متكاملاً للدفاع الجوي، حيث تمنح إسرائيل القدرة على التصدي لطيف واسع من التهديدات في مختلف الارتفاعات والمديات والسرعات. ومع ذلك، فإن هذا الدرع ليس محصناً تماماً. فالصراع بين وسائل الهجوم والدفاع يشبه سباقاً تكنولوجياً دائماً؛ فكلما طورت إسرائيل منظومات أكثر دقة وتعقيداً، ظهرت بالمقابل صواريخ ومسيّرات أكثر تطوراً، مزودة بأساليب مراوغة جديدة تهدف إلى إرباك الرادارات وتجاوز الاعتراضات. إن هذا التنافس المتواصل بين "السهم والدرع" يجعل من المستحيل تحقيق حماية مطلقة، ويُبقي المجال الجوي ساحة مفتوحة للتطور والابتكار من كلا الطرفين.