أوكرانيا تطور مُسيرات اعتراضية بدلاً من الصواريخ للدفاع الجوي

بقلم:   جاد طرابيشي           |  June 13, 2025

interceptor-drones

كشف الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن بلاده تعمل على تطوير نظام دفاع جوي محلي يعتمد على الطائرات المسيّرة الاعتراضية. يهدف هذا النظام إلى حماية البنية التحتية الحيوية من الهجمات الجوية الروسية. وأشار زيلينسكي إلى أن هذه الأنظمة قد تم تطويرها بالفعل، وتسعى أوكرانيا الآن إلى تأمين تمويل إضافي لتوسيع نطاق إنتاجها.

يمثل هذا التوجه نقلة نوعية في استراتيجية الدفاع الجوي الأوكرانية، مبتعدةً عن الاعتماد الكلي على الصواريخ التقليدية، ويعكس التحول نحو حلول أكثر كفاءة وفعالية في مواجهة التهديدات الجوية الحديثة.

يتم تصميم الطائرات المسيّرة الاعتراضية خصيصًا لإسقاط الأهداف الجوية المعادية قبل وصولها إلى أهدافها. تتجه بسرعة عالية نحو الهدف بعد رصده، مستخدمةً أنظمة ملاحة متقدمة مثل GPS وأنظمة الملاحة بالقصور الذاتي (INS) لضمان دقة مسارها نحو نقطة الاعتراض المحسوبة. عند الاقتراب من الهدف، تستخدم الطائرة راداراتها ومستشعراتها البصرية والحرارية الدقيقة للتأكد من دقة ملاحقة الهدف. بعد ذلك، تطلق المسيرة صواريخ جو-جو أو تستخدم وسائل اعتراض أخرى مخصصة، مثل الشباك أو المقذوفات الحركية، للاشتباك بالهدف وتدميره أو تعطيله بفعالية قبل أن يكمل مهمته.

توفر هذه المسيرات الاعتراضية ميزات فريدة تجعلها خياراً استراتيجياً للدفاع الجوي، فهي أقل تكلفة في الإنتاج والنشر مقارنةً بالصواريخ الاعتراضية التقليدية باهظة الثمن، كما يمكن نشرها بسهولة وتوزيعها في أماكن متعددة. بالإضافة إلى ذلك، فهي صعبة الكشف نظراً لصغر حجمها وسهولة تمويهها مقارنةً بمنصات الصواريخ الكبيرة التي يصعب إخفاؤها، خاصة بعد الاستخدام.

تشكل المسيّرات الاعتراضية تطوراً مهماً في مجال الدفاع الجوي، حيث توفر استجابة فعالة للتهديدات الحديثة، خاصة مع تزايد استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية الرخيصة والمنتشرة، والتي باتت تشكل تحدياً للدفاعات الجوية التقليدية. لذا، فإن تطوير هذه الطائرات يوفر حلولاً متقدمة وفعالة من حيث التكلفة، مما يسهم في سد الفجوات الدفاعية وتعزيز القدرات العسكرية.



مشاركة