يُعَدُّ نظام الدفاع الجوي الصيني HQ-9، المعروف رسمياً باسم (Hongqi-9) والذي يعني "الراية الحمراء-9"، من أبرز أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى التي طورتها الصين. ويُعتبر منافساً مباشراً لأنظمة عالمية شهيرة مثل "باتريوت" الأمريكي و"إس-400" الروسي.
دخل نظام HQ-9 الخدمة في جيش التحرير الشعبي الصيني في أواخر التسعينيات، وقد صُمِّمَ ليكون نظاماً صاروخياً أرض-جو بعيد المدى، قادراً على اعتراض وتدمير مجموعة واسعة من الأهداف الجوية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والقاذفات، وصواريخ كروز، والطائرات بدون طيار.
واستمرت الصين في تطوير النظام وتعزيز قدراته، ومن أشهر نُسَخِهِ المطورة:
- النسخة HQ-9B: نسخة محسنة بشكل كبير، تتميز بمدى أطول يصل إلى حوالي 250-300 كيلومتر، وقدرات إلكترونية مضادة للتشويش أكثر تطوراً، وقدرة أفضل على التعامل مع الأهداف الشبحية.
- النسخة HQ-19: يُعتبر تطوراً أكثر تقدماً، حيث يركز على القدرات المضادة للصواريخ الباليستية، ليوازي أنظمة مثل "ثاد" (THAAD) الأمريكي.
تتكون بطارية "HQ-9" من أربعة مكونات رئيسية تعمل بشكل متكامل:
- رادار البحث والمراقبة: يقوم بمسح الأجواء وتحديد الأهداف المعادية على مسافات بعيدة.
- رادار التتبع والاشتباك: يتولى مهمة تتبع أهداف محددة بدقة عالية وتوجيه الصواريخ نحوها.
- مركز القيادة والسيطرة: يُعتبر عقل النظام، حيث يقوم بتحليل البيانات واتخاذ قرارات الاشتباك.
- قواذف الصواريخ: تحمل كل مركبة قاذفة عادةً أربعة صواريخ جاهزة للإطلاق.
تتميز صواريخ النظام بقدرتها على الوصول إلى مدى يصل إلى 200 كيلومتر في النسخة الأصلية، ويصل إلى 300 كيلومتر في النسخة المطورة HQ-9B، مع ارتفاعات تصل إلى 50 كيلومتر، وبسرعة تفوق 4.2 ماخ (أكثر من أربعة أضعاف سرعة الصوت)، مما يمنحها القدرة على التعامل مع أهداف سريعة ومناورة.
حققت النسخة التصديرية منه، والتي تُعرف باسم FD-2000، نجاحاً ملحوظاً في الأسواق العالمية، حيث تمكنت الصين من تصديره إلى عدد من الدول، منها المغرب وباكستان وأوزبكستان وتركمانستان. كما تشير تقارير إلى أن مصر قد حصلت عليه، ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك رسمياً.