أجسام البشر لها درجة حرارة وكذلك أي جسم ثابت أو متحرك؛ هذه الحرارة تجعلها تصدر أشعة غير مرئية هي أشعة تحت حمراء؛ تختلف كمية الأشعة تحت الحمراء بحسب حرارة الجسم؛ فالإنسان الراكض يصدر أشعة أكثر من الإنسان النائم وكذلك السيارة التي يعمل محركها تصدر أشعة تحت حمراء أكبر منها وهي مطفأة. تسمى هذه الحرارة بالبصمة الحرارية التي يتم التقاطها من قبل حساسات خاصة تسمى الكاميرات أو الحساسات الحرارية. وهي ليست مثل بصمة الإبهام فالجسم نفسه قد يمتلك بصمات حرارية مختلفة لأن حرارته تتغير بتغير وضعه وتغير الطقس والبئية والمحيطة.
تلتقط الكاميرات الحرارية الأشعة تحت الحمراء التي تصدرها الأجسام بنفس الطريقة التي تلتقط بها الكاميرا العادية الأشعة الضوئية المرئية ثم تقوم ببناء صورة حرارية من الأشعة التي تتلقاها وكل مستوى حراري تقوم بمنحه لون مختلف فتبدو الأجسام التي لها نفس درجة الحرارة بنفس اللون.
تفيد الصور الحرارية في الكثير من التطبيقات؛ ففي المصانع تستخدم لاستكشاف حدوث خلل في الأجهزة أو تسرب طاقة بمراقبة الصور الحرارية؛ كما يمكن استخدامها في التصوير الليلي لمراقبة الأماكن المظلمة أو قليلة الإضاءة؛ ويمكن استخدامها في العديد من المجالات الآخرى كالطب والأنظمة العسكرية.
كيف تستخدمها الصواريخ الموجهه الدقيقة؟
تعد الصواريخ التي تعتمد في توجيهها على البصمة الحرارية من أكثر الصواريخ دقة وخاصة عند استهداف الأهداف المتحركة؛ وتعتبر من نوع الصواريخ "أطلق وانسى" Fire and Forget إذ يتم توجيه الصواريخ الدقيقة إلى المجال الذي يوجد فيه الهدف وعندما تصل إلى مسافة قريبة منه يتولى نظام التتبع الحراري في الصاروخ المهمة ولايحتاج متابعة وتوجيه من المركز؛ إذ تقوم الكاميرا الحرارية في مقدمة الصاروخ بتصوير الهدف وتمييزه من خلال بصمته الحرارية ثم يقوم بإعادة توجيه نفسه ليتتبع الهدف حتى يصيبه.
أنظمة التتبع الحراري قد تكون بسيطة عبارة عن مجموعة فلاتر مصممة لتتبع هدف محدد له بصمة حرارية محددة مثل طائرة من نوع معين؛ وقد استخدمت في البداية ضد الطائرات التي تصدر محركاتها حرارة مرتفعة جداً؛ لكن سرعان ماتم اختراع البالونات الحرارية التي تطلقها الطائرة لجعل الصاروخ يتبعها ويترك الطائرة.
رغم فعالية البالونات الحرارية إلاَّ أنَّ الصواريخ الحرارية اليوم تستخدم كاميرات دقيقة وأنظمة حسابية يمكن لها أن تعتمد ليس فقط على البصمة الحرارية بل على مكونات الصورة الحرارية حتى تتجنب خداع البالونات الحرارية.
