تمتلك الصواريخ الحرارية نظام توجيه حراري، يعتمد على ملاحقة البصمة الحرارية للطائرات أو الصواريخ المعادية، إذ تصدر عن محركاتها حرارة كبيرة يتم التقاطها عبر كاميرات حرارية، هذه الكاميرات أو الحساسات لا تعمل بالأشعة الضوئية كالكاميرات العادية بل بالأشعة تحت الحمراء، ذلك أن أي جسم يصدر حرارة تنبعث منه أشعة تحت حمراء غير مرئية، ولذلك تُسمى أيضاً بالصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.
يقوم الحساس بمسح الفضاء أمامه بحثاً عن مصدر الحرارة المستهدف، وعندما يجد هدفه يتم التثبيت عليه ومتابعته، و يقوم نظام التوجيه بتعديل مسار الصاروخ ليتجه نحوه ويتبعه كيفما تحرك (وهو قادر على تمييز هدفه من خلال بصمته الحرارية المبرمج لتتبعها).
وعندما يصل الصاروخ إلى الهدف يقوم بتفجير رأسه الحربي الذي يدمر أو يؤذي الهدف من خلال القوة الانفجارية والتشظي. ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من الأرض أو من الجو لتتبع الطائرات أو الصواريخ المعادية.
محدودية الصواريخ الحرارية
يمكن خداع النسخ الأولى منها بسهولة بواسطة البالونات الحرارية، إذ تقوم الطائرة بإطلاقها ويقوم الصاروخ بتتبعها تاركاً الهدف الأساسي، أو باستخدام أجهزة تصدر أشعة تحت حمراء لتشتيت الحساسات، لكن التقدم في دقة أجهزة الاستشعار و تقنيات معالجة الإشارات باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الجسم المستهدف وتمييزه عن غيره يجعلها أكثر مقاومة للتدابير المضادة.
و يبقى نطاق عمل هذه الصواريخ محدود بمجال رؤية الكاميرا الحرارية، فإذا تمكن الهدف من المناورة والخروج من مجال رؤيتها سيفقد الصاروخ القدرة على ملاحقته.
وتستمر هذه التكنولوجيا بالتطور والتغلب على التدابير المضادة، وأصبحت تعتمد بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في تحديد الهدف بدقة و تتجنب كل محاولات الخداع المبتكرة، وأصبح خداعها يعتمد أيضاً على القدرة على خداع خوارزميات الذكاء الاصطناعي.