مولدات الديزل هي أجهزة تعمل كمحطات طاقة مصغرة تولد الكهرباء من الديزل، وهي من أكثر أنواع المولدات كفاءة؛ لهذا تُستخدم بشكل كبير في الجيوش والأنفاق ومواقع البناء النائية، وكحل طارئ لا غنى عنه للمستشفيات والمراكز الحيوية عند انقطاع الكهرباء.
تعتمد هذه المولدات على احتراق الديزل داخل محرك، مما ينتج حركة دورانية تُستخدم لتدوير مولد كهربائي يقوم بإنتاج التيار الكهربائي. ويتمتع الديزل بكثافة طاقة أعلى من بقية أنواع الوقود، مما يعني أن كمية أقل منه تكفي لتوليد قدر أكبر من الكهرباء مقارنة بمولدات البنزين أو الغاز الطبيعي. كما أن المحركات التي تعمل بالديزل أكثر قدرة على العمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى صيانة متكررة، مما يجعلها مناسبة للبيئات المعزولة.
مشكلتها الأبرز أنها تصدر ضجيجاً مرتفعاً أثناء التشغيل، إضافة إلى انبعاثات دخانية كثيفة ناتجة عن احتراق الديزل، ما قد يسبب إزعاجاً في المناطق المدنية أو يكشف موقعها في الاستخدامات العسكرية. ولهذا، يتم استخدام كواتم وعزل صوتي وأنظمة ترشيح للعادم للحد من هذه الانبعاثات.
يتكون مولد الديزل بشكل أساسي من محرك ومولد كهربائي. يبدأ التشغيل بحرق وقود الديزل داخل أسطوانات المحرك، حيث يُحقن الوقود بضغط عالٍ ويُخلط بالهواء المضغوط، مما يؤدي إلى احتراق تلقائي يولّد ضغطًا يدفع المكبس إلى الحركة. هذه الحركة تُحوَّل إلى دوران عبر عمود المرفق المتصل بالمولد الكهربائي، وداخل المولد تُستخدم هذه الحركة لتوليد مجال مغناطيسي متغير عبر ملفات نحاسية، مما يُنتج تياراً كهربائياً وفقاً لمبدأ الحث الكهرومغناطيسي.
في الختام، تبقى مولدات الديزل خياراً موثوقاً وحيوياً لتوليد الكهرباء في الظروف التي تتطلب استقلالية وكفاءة عالية. ورغم تحديات الضجيج والانبعاثات، فإن التطورات التقنية المستمرة تجعلها أكثر ملاءمة للاستخدامات الحساسة، سواء في الميدان العسكري أو في البنى التحتية الحيوية. فهم آلية عملها يُعد خطوة أساسية نحو تحسين استخدامها وتطوير بدائل أكثر استدامة في المستقبل.