في أواخر سبتمبر 2025، أثارت صور جديدة لمقاتلة صينية جدلا واسعا في الأوساط العسكرية والإعلامية، بعدما ظهرت لأول مرة بشكل واضح على أرض مطار تابع لشركة شنيانغ لصناعة الطائرات (SAC). الصور التي التُقطت على ما يبدو بطريقة غير رسمية، أظهرت طائرة شبحية بلا ذيل، يعتقد أنها النموذج الأولي للجيل السادس من المقاتلات الصينية، وتحمل اسما غير رسمي حتى الآن هو "J-XDS" أو "J-50".

الصور الجديدة كشفت تفاصيل دقيقة عن التصميم، أبرزها غياب الزعانف الرأسية، واعتماد جناح على شكل "لامدا" المعروف بكفاءته الإيروديناميكية وقدرته على تقليل البصمة الرادارية. كما أظهرت الطائرة مزودة بمحركين ونظام توجيه دفع ثنائي الأبعاد، بالإضافة إلى نظام استهداف بصري إلكتروني أسفل مقدمة الطائرة. هذه الخصائص تشير إلى أن الصين تسعى لتطوير منصة قتالية متقدمة تتفوق على الجيل الخامس من حيث التخفي والذكاء الاصطناعي والتكامل مع الطائرات غير المأهولة.

الصور التي نُشرت في 25 سبتمبر 2025، جاءت بعد سلسلة من التسريبات منذ أواخر عام 2024، حين بدأت تظهر صور أولية لطائرة شبحية غامضة على وسائل التواصل الصينية. ويعتقد بعض الخبراء أن النموذج الذي ظهر مؤخرا هو النسخة الثانية (002)، بعد أن أُزيلت منه مجسات البيانات التي كانت ظاهرة في النسخة الأولى، ما يدل على دمج المستشعرات داخل هيكل الطائرة، وهي خطوة تقنية متقدمة.

هذه الطائرة، التي لا تزال تفاصيلها سرية، يعتقد أنها ستتميز بقدرات شبحية متقدمة، وذكاء اصطناعي، وتحكم بالطائرات المسيرة، وأنظمة حرب إلكترونية متطورة.

الولايات المتحدة بدورها تعمل على تطوير مقاتلتها من الجيل السادس، المعروفة باسم "F-47" أو "NGAD" (الجيل القادم من الهيمنة الجوية). وقد نُشرت صور رسمية للطائرة على حسابات وزارة الدفاع الأميركية، وهي صور رقمية تُظهر تصميما مستقبليا، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن هذه الصور لا تعكس بالضرورة الشكل النهائي للطائرة لأسباب تتعلق بالأمن العملياتي. الإنتاج الفعلي للطائرة بدأ بالفعل في سبتمبر 2025، ويتوقع أن تقوم بأول رحلة تجريبية في عام 2028، مع هدف دخولها الخدمة قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي في يناير 2029.

من حيث التوقيت، يبدو أن الصين تسعى لإثبات قدرتها على التفوق على الولايات المتحدة في مجال الطائرات القتالية المتقدمة. ظهور "J-50" أو "J-XDS" في صور واضحة، وإن كانت غير رسمية، يعكس رغبة في إرسال رسالة استراتيجية بأن بكين تقترب من دخول عصر الجيل السادس، في وقت لا تزال فيه واشنطن في مرحلة التصميم.