قامت طائرة الركاب الصينية سي919 (C919) محلية الصنع بأول رحلة تجارية لها في مايو 2023، مما يمثل خطوة مهمة لشركة كوكاك نحو دخول سوق طائرات الركاب الذي تهيمن عليه الشركات العملاقة مثل بوينغ الأمريكية وإيرباص الأوروبية.

وتحتاج طائرة سي919 إلى الحصول على شهادات دولية للسلامة والآمان قبل أن تتمكن من التحليق والعمل في مطارات بلدان أخرى، لكن بدء عملها التجاري في الصين يُعد إنجازاً كبيراً.

تتنافس الطائرة سي919 مع طائرات إيرباص A320 وبوينغ 737 في سوق الطائرات الضيقة (ذات الممر الواحد). وقد واجهت طائرة بوينغ 737 ماكس (النموذج الأحدث من 737) أزمة كبيرة في السنوات الأخيرة. وأدى حادثان مميتان في عامي 2018 و2019 إلى وقف تحليق الطائرة في جميع أنحاء العالم.

نشأت مشكلة بوينغ من خلل في التصميم يمكن أن يُفقد الطيار السيطرة في مواقف معينة. و بعد تعديلات كبيرة وتدقيق تنظيمي، سُمح لطائرة 737 ماكس بالتحليق مرة أخرى في أواخر عام 2020. ولكن الحوادث الأخيرة المتعددة التي تتعرض لها طائرات بوينغ تثير تساؤلات حول ما إذا كانت مشكلاتها قد حلت بالكامل: ففي فبراير 2024 تعرضت طائرة لانفجار في الجو أدى إلى تلف في جسم الطائرة وإصابة ركاب، ثم في مارس 2024 في بورتلاند هبطت طائرة اضطرارياً بسبب دخان في قمرة القيادة، كما فقدت طائرة أخرى إطاراً بعد إقلاعها من سان فرانسيسكو، وهبطت رابعة اضطرارياً في تكساس.

ومما لاشك فيه أن هذه المشاكل في بوينغ تخلق فرصة لا تعوض لطائرة سي919 لتصبح لاعباً أساسياً في هذا المجال، فإن تمكنت من إثبات سلامتها وآمانها ربما قد تحل بشكل سريع محل بوينغ، ليس بسبب جودتها و جهودها فقط بل بسبب مشاكل بوينغ والفراغ الذي تتركه.

لاشك أن العوامل الجيوسياسية تلعب دوراً في هذا السوق، فشركات الطيران الصينية ستفضل شراء الطيارة الصينية وهي تشكل سوق كبير. وربما تواجه كوماك صعوبة في بيعها لدول أخرى بسبب الضغوط الأمريكية، كما أن الكثير من أجزاء الطائرة تأتي من مورّدين غربيين وبالتالي فإن عملية إنتاجها معرضة للمخاطر إذا ما تصاعد النزاع بين الصين وأميركا.

رغم ذلك فإن تراجع بوينغ يعطي أفضلية وفرصة كبيرة تأتي كهدية مجانية لشركة جديدة و يمكن لكوماك أن تستفيد منها وتستثمرها لتجد مكان لها في سوق طائرات الركاب.