الصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز (الجوالة) نوعان مختلفان من المقذوفات الموجهة، ولكل منهما خصائص وقدرات فريدة. والاختلافات الأساسية بينهما تكمن في مساراتهما وأنظمة الدفع والتوجيه.
الصواريخ البالستية
تتبع الصواريخ البالستية مساراً منحنياً قوسي الشكل، وبعد مرحلة الدفع الأولية تكمل طريقها بدون طاقة، وتعتمد في حركتها على قوة اندفاعها والجاذبية، ويمكن التحكم بمسار البالستي في مرحلة الدفع عندما يكون المحرك يعمل، لكن بعد ذلك يصبح التحكم في مسار الصاروخ محدود، لذلك هي صواريخ غير دقيقة، ورغم ذلك يمكن باستخدام بعض التقنيات التحكم في مكان سقوطها لجعلها أكثر دقة، وهذا ما نراه في الصواريخ البالستية التي استخدمتها إيران في ضرب قاعدة عين الأسد الأمريكية عام 2020، و الصواريخ البالستية التي يستخدمها أنصار الله في اليمن لإصابة أهداف متحركة كالسفن والبوارج الحربية.
صواريخ الكروز (الجوالة)
تتبع هذه الصواريخ مساراً معظمه مستقيم، ويمكن التحكم بمسارها في كل لحظة، لأنها تعتمد على المحرك لتزويدها بقوة الدفع منذ إطلاقها وحتى وصولها الهدف، بعكس البالستي الذي يتوقف محركه بعد مرحلة الدفع الأولية.
وهي مخصصة للمسافات الأقصر وتسير على ارتفاعات منخفضة ولديها قدرة على المناورة أكثر من البالستية لكنها غالباً ماتكون أقل سرعة منها.
وقد تخرج الصواريخ البالستية خارج الغلاف الجوي وتكمل مسارها ثم تعود لتخترقه وتسقط نحو الهدف، مما يجعل إسقاطها خلال رحلتها أمر صعب ويتم غالباً استهدافها بعد دخولها الغلاف الجوي، حيث يكون مسارها متوقعاً لكن سرعتها تكون كبيرة.
أما صواريخ الكروز فهي في مرمى أنظمة الدفاع طوال الوقت وبعضها يمكن أن يسير على ارتفاعات منخفضة مما يجعل اكتشافه واسقاطه صعب، كما أن قدرتها على المناورة يجعل إسقاطها صعباً لكن غالبيتها إسقاطه أسهل من البالستي.