نجحت وكالة الفضاء الأوروبية يوم الثلاثاء في ٩ من يوليو/تموز بإطلاق صاروخ الفضاء أريان ٦ الذي تمكن من الوصول إلى ارتفاع ٦٠٠ متر كما هو مخطط له وأطلق عدة أقمار صناعية تجريبية بنجاح لكنه كان يحمل كبسولتين ينبغي لهما العودة إلى غلاف الأرض ولم تنجح عملية إطلاقهما.
منذ تقاعد الصاروخ أريان ٥ العام الماضي بقيت أوروبا بدون مركبة نقل للوصول إلى الفضاء وكان عليها استخدام صاروخ فالكون ٩ من سبيس إكس لإطلاق أقمار صناعية كبيرة ذلك أنه لم يعد يمكن استخدام الصواريخ الروسية سويوز.
كان مخطط أن تتم هذه العملية عام ٢٠٢٠ ولكن البرنامج تأخر ٤ سنوات وكلف أكثر من المتوقع مما جعله يتعرض لانتقادات كثيرة نظرا لتكلفته الباهظة مقارنة بصواريخ سبيس إكس القابلة لإعادة الاستخدام والتي توفر عشرات الملايين في كل عملية إطلاق، لكن بالنسبة للساسة الأوروبيين هي مسألة أمن قومي واكتفاء ذاتي و دعم لتقنيات الفضاء الأوروبية.
كما دافع بعض صناع الصاروخ عن كونه غير قابل لإعادة الاستخدام مثل فالكون ٩ أن ذلك قد لا يكون مجدي اقتصاديا كون عدد رحلاته محدود، ويبقى هذا مجرد رأي غير مقنع على الأقل بالنسبة لنا. لكن لاشك أن أوروبا مهما كلف الأمر تحتاج لمركبة تصلها بالفضاء بشكل مستقل عن أي قوة أخرى، خاصة مع تنامي السباق الفضائي بين الدول وعليها أن تجد مكان لها بين الصواريخ المتزايدة العدد والمتناقصة التكلفة التي تصنعها الشركات الصينية والأمريكية.
ومن المخطط أن تتم عملية إطلاق مرة آخرى هذا العام والعديد منها العام القادم. وقد حصلت الشركة المصنعة على عقود مع أمازون ضمن مشروعها لإطلاق أقمار صناعية لشبكة الإنترنت الفضائي كيوبر، وتدعم الدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية عمليات الإطلاق لكي تجعلها قريبة للشركات المنافسة من حيث التكلفة بمبلغ يتراوح من ٣١٥ إلى ٣٧٠ مليون دولار سنوياً.
