أول طائرة ركاب أمريكية بلا طيار تنجز اختبار التحليق الأول

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Dec. 23, 2025

gen6

في خطوة هامة لمسار النقل الجوي الحضري في الولايات المتحدة، أتمت شركة ويسك إيرو (Wisk Aero)، المملوكة لشركة بوينغ، الرحلة الأولى للجيل السادس (Gen 6) من طائراتها الكهربائية بالكامل، وذلك في السادس عشر من ديسمبر 2025 بولاية كاليفورنيا.

يكتسب هذا الحدث أهميته كونه الاختبار العملي الأول لطائرة مرشحة للحصول على شهادة النوع (Type Certification) من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) بوصفها مركبة ركاب ذاتية القيادة كلياً، وهو ما يضعها في مسار تنظيمي متمايز عن بقية المنافسين في السوق الأمريكية.

صُممت طائرة الجيل السادس لخدمة التنقل داخل المدن، وتتسع لأربعة ركاب مع أمتعتهم، وتصل سرعة تحليقها إلى 222 كيلومتراً في الساعة (120 عقدة) على ارتفاع يبلغ 4000 قدم. يعتمد نظام الدفع في الطائرة على 12 مروحة كهربائية؛ ست منها مخصصة للرفع العمودي، والست الأمامية قابلة للإمالة لتقوم بدور مزدوج يشمل الرفع والدفع الأفقي. تتيح هذه الهندسة الإقلاع عمودياً، ثم الانتقال إلى الطيران المعتمد على الأجنحة في غضون 30 ثانية، مما يعزز كفاءة استهلاك الطاقة ويوفر استقراراً يدعمه تصميم الجناح العالي والذيل الخلفي.

تتميز هذه النسخة بغياب قمرة القيادة وأدوات التحكم اليدوية تماماً. وبدلاً من الطيار، تُدار العمليات عبر نظام الإشراف المتعدد، حيث يتولى مشرف بشري في محطة أرضية مراقبة وتوجيه ما يصل إلى ثلاث طائرات تزامناً.

ولضمان السلامة، أوضحت الشركة أن نظام الطيران لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي الاحتمالي، بل يستند إلى خوارزميات منطقية حتمية (Deterministic logic-based algorithms) مدعومة بأجهزة استشعار للكشف عن العوائق، بهدف تحقيق معايير أمان توازي الطيران التجاري (احتمالية خطأ لا تتجاوز واحداً في المليار).

تتبنى ويسك استراتيجية القيادة الذاتية أولاً، ما يمايز نموذج عملها عن منافسيها الرئيسيين مثل جوبي (Joby) وآرشر (Archer).

فبينما تقترب الشركتان الأخيرتان من التشغيل التجاري الأولي لاعتمادهما على وجود طيار بشري، مما يسهّل إجراءات الترخيص الحالية، اختارت ويسك مساراً تنظيمياً أكثر تعقيداً وطولاً من خلال الاستغناء عن الطيار منذ البداية. يهدف هذا التوجه إلى خفض التكاليف التشغيلية على المدى الطويل، سعيًا لتصدر قطاع التاكسي الجوي ذاتي القيادة مستقبلاً.



مشاركة