في مقرها في كورفاليس بولاية أوريغون الأمريكية، كشفت شركة نيوسكيل باور (NuScale Power) أنها تعمل على تطوير نموذج جديد لمفاعل نووي قادر على إنتاج كميات هائلة من وقود الهيدروجين، تصل إلى 200 طن يومياً. يهدف هذا المشروع الطموح إلى تسخير الطاقة النووية لإنتاج الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة.

تعاونت نيوسكيل باور مع جي إس إي سوليوشنز (GSE Solutions) لإجراء محاكاة واقعية لدراسة كيفية الاستفادة من البخار عالي الحرارة الناتج عن المفاعلات النووية المعيارية الصغيرة (SMRs) في عملية التحليل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين.

ورغم أن هذا الاختبار لم يتم على مفاعل حقيقي بعد، إلا أن المحاكي يُحاكي بدقة العمليات الحرارية والكيميائية التي تحدث في مفاعل فعلي. يخدم هذا المحاكي عدة أغراض حيوية، منها اختبار النظام قبل البناء الفعلي، وتدريب المهندسين والمشغّلين، وتطوير مناهج تعليمية للجامعات والمؤسسات الصناعية.

يتألف نظام المحاكاة من خلايا الوقود ذات الأكسيد الصلب القابلة للعكس (RSOFCs). تستفيد هذه الخلايا من البخار الناتج عن الحرارة العالية التي يُنتجها المفاعل والتي تتجاوز 800 درجة مئوية. يُمرَّر هذا البخار إلى خلية RSOFC التي تقوم بتفكيك جزيئات الماء (H₂O) إلى هيدروجين (H₂) وأوكسجين (O₂) باستخدام الكهرباء والحرارة معاً، مما يجعل العملية أكثر كفاءة من التحليل الكهربائي التقليدي.

يمكن لاحقاً استخدام الهيدروجين الناتج كوقود أو تحويله إلى كهرباء. تتمثل الميزة الكبرى لهذه التقنية في أن استخدام الحرارة النووية يقلّل بشكل كبير من كمية الكهرباء المطلوبة، مما يزيد من كفاءة العملية بنسبة تصل إلى 90% مقارنة بالطرق التقليدية لإنتاج الهيدروجين.

يؤكد جهاز محاكاة نيوسكيل على رؤية الشركة الأوسع: نشر المفاعلات النووية الصغيرة ليس فقط كمصدر للكهرباء، ولكن كأصول أساسية في اقتصادات الهيدروجين والوقود النظيف.

يأتي هذا في أعقاب إعلانات سابقة لنيوسكيل حول توسيع تطبيقات المفاعلات النووية الصغيرة، بما في ذلك تحلية المياه، مما يشير إلى خطة أوسع لتغيير كيفية إسهام الطاقة النووية في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.