تسعى أوكرانيا إلى توظيف المُسيّرات الاعتراضية لمواجهة أسراب المُسيّرات الروسية، وبالأخص تلك المصممة على غرار طراز "شاهد" الإيراني، والتي يتم إنتاجها محلياً في روسيا.

في هذا السياق، كشفت شركة وايلد هورنتس عن مقطع فيديو يستعرض قدرات مُسيّرتها الاعتراضية "ستينج"، التي بلغت سرعتها 315 كيلومتر في الساعة، وهي سرعة تضاهي سرعة القطارات الفائقة. هذه السرعة الاستثنائية تضع "ستينج" في مصاف أسرع المُسيّرات القتالية في العالم. وتُعتبر السرعة عنصراً حاسماً في هذا النوع من العمليات، إذ إن اعتراض الذخائر المتسكعة، مثل مُسيّرات "شاهد"، يتطلب قدرة فائقة على مطاردة الهدف واللحاق به.

إلى جانب سرعتها، تتميز مُسيّرة "ستينج" بتكلفتها المنخفضة نسبياً، إذ يبلغ سعر الوحدة 2500 دولار أمريكي. وقد نجح الطيارون الأوكرانيون بالفعل في استخدامها لتدمير ما يقرب من 100 مُسيّرة من طراز "شاهد". ورغم أن هذا العدد يبدو متواضعاً أمام الحجم الهائل للهجمات الروسية، إلا أن أوكرانيا تأمل أن تُسهم هذه المُسيّرات الاعتراضية في سد الثغرات في دفاعاتها الجوية قريباً. وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن هدف طموح لإنتاج 1000 مُسيّرة اعتراضية يومياً.

في المقابل، تعمل روسيا على تطوير تكتيكاتها، حيث تُصنّع مُسيّرات "شاهد" محلياً وتزيد أعدادها بشكل كبير في كل هجوم، وغالباً ما تقرنها بصواريخ باليستية لإرهاق الدفاعات الجوية الأوكرانية. وقد أدت التكتيكات الروسية الجديدة، التي تسمح لمُسيّرات "شاهد" بالتحليق على ارتفاعات أعلى وبسرعة أكبر، إلى زيادة صعوبة استهدافها من قبل فرق الرشاشات، التي تُعد ركيزة أساسية في الدفاع الجوي الأوكراني. فعلى سبيل المثال، تبلغ سرعة "شاهد-136"، وهي الذخيرة المتسكعة القياسية في الهجمات الروسية، حوالي 185 كم/ساعة.

ويُظهر هذا التطور قفزة نوعية؛ فعندما ظهرت التقارير الأولية عن "ستينج" في خريف 2024، كان الهدف هو الوصول لسرعة تتجاوز 160 كم/ساعة. أما الآن، فقد أثبتت المُسيّرة قدرتها على بلوغ ضعف هذه السرعة تقريباً.

لكن بالمقابل روسيا تستمر في تطوير تقنياتها الخاصة بالمُسيّرات. وتشير التقارير إلى أنها تختبر نماذج نفاثة من مُسيّرة "شاهد"، يُعتقد أنها مبنية على تصميم إيراني مطور، قد تصل سرعتها إلى 800 كيلومتر في الساعة.