في تطور جديد لقدرات أوكرانيا في الردع والهجوم، أعلنت عن صاروخ كروز جديد يحمل اسم "فلامنغو"، بمدى يصل إلى 3000 كيلومتر وقدرة على حمل رأس حربي يزن 1000 كيلوغرام. أي أنه يطال جميع المدن الروسية الأساسية من داخل الأراضي الأوكرانية، ويمنح كييف أداة استراتيجية جديدة في مواجهة موسكو.
و رغم نجاح الطائرات المسيّرة الأوكرانية في تنفيذ ضربات دقيقة داخل العمق الروسي، فإن صاروخ "فلامنغو" يتجاوزها من حيث المدى والحمولة. فقد وصلت المسيّرات إلى أهداف على بعد 2000 كيلومتر، مثل مصافي النفط في كيروف وكومي، لكن "فلامنغو" قادر نظرياً على الوصول إلى مورمانسك في القطب الشمالي، وتجاوز جبال الأورال نحو سيبيريا. هذا التوسع في النطاق الجغرافي يفتح الباب أمام استهداف منشآت استراتيجية بعيدة كانت سابقاُ خارج متناول كييف.
يُطلق "فلامنغو" من الأرض باستخدام منصات متنقلة، ويبلغ ارتفاع طيرانه 5 كيلومترات، مع مدة طيران تصل إلى 4 ساعات. سرعته القصوى تبلغ 950 كم/ساعة، ويصنف ضمن فئة الصواريخ دون سرعة الصوت، على غرار صواريخ "توماهوك" الأميركية و"Kh-101" الروسية. يُوجَّه باستخدام نظام GPS ونظام ملاحة بالقصور الذاتي، مع تقنية مقاومة للتشويش (CRPA)، ما يعزز دقته في إصابة الأهداف.
اللافت أن "فلامنغو" يتشابه في مواصفاته مع صاروخ FP-5 البريطاني، الذي عرضته مجموعة "ميلانيون" في معرض "آيدكس 2025" بأبوظبي. كلاهما يُطلق من الأرض، ويحمل رأساً حربياً بوزن 1000 كيلوغرام. ورغم عدم وجود تأكيد رسمي حول تعاون أوكراني-بريطاني، فإن هذا التشابه يثير تساؤلات حول وجود دعم تقني غير معلن.
وقد دخل الصاروخ مرحلة الإنتاج التسلسلي في أغسطس 2025، بطاقة تصنيع تبلغ 50 صاروخاً شهرياً. هذا الرقم يعكس جدية أوكرانيا في بناء ترسانة ردعية مستقلة، خاصة في ظل تزايد عدم اليقين بشأن استمرار إمدادات الأسلحة الغربية بعيدة المدى.