في خطوة لتعزيز قدراتها الدفاعية البحرية، كشفت البحرية الملكية البريطانية عن نظام مبتكر يعتمد على مسيّرات غواصة تعمل بالذكاء الاصطناعي، أُطلق عليه اسم لورا (Lura). يهدف هذا النظام إلى رصد وتتبع الغواصات، وخاصة الروسية، بكفاءة عالية وسرية تامة.

تتكون منظومة لورا من مسيّرات غواصة صغيرة تُعرف باسم SG-1 Fathom. تتميز هذه المسيّرات بقدرتها على البقاء مغمورة لفترات طويلة، تصل إلى ثلاثة أشهر، بفضل تصميمها الانسيابي وحركتها الانزلاقية الصامتة والموفرة للطاقة. فبدلاً من المراوح التقليدية، تعتمد Fathom على تغيير طفوها بدقة باستخدام مضخات صغيرة هادئة، مما يمكنها من التحرك بسلاسة وهدوء شبيه بحركة الطائرات الشراعية.

تحمل SG-1 Fathom على متنها مستشعرات صوتية متطورة للغاية قادرة على التقاط أضعف الأصوات الصادرة من الغواصات والسفن. والأهم من ذلك، أنها مزودة بنظام لورا الذكي الذي يحلل هذه الأصوات باستخدام نموذج صوتي كبير (LAM). هذا النظام لا يكتفي برصد الصوت فحسب، بل يتعرف على البصمة الصوتية الفريدة لكل غواصة، مما يمكنه من تحديد نوعها بدقة عالية.

تعمل مسيّرات Fathom ضمن شبكة متكاملة، حيث تتواصل وتنسق عملها مع بعضها البعض عبر وصلات صوتية تحت الماء. وعند التقاط صوت غواصة مشبوهة، يمكن للمسيّرة أن تطفو بسرعة إلى السطح لإرسال إشارة فورية إلى البحرية البريطانية، مما يتيح اتخاذ إجراءات سريعة لحماية المياه الإقليمية والمصالح البريطانية. كما يمكن للنظام تحديد موقع الغواصة بدقة بفضل تحليل البيانات القادمة من عدة مسيرات حول الهدف نفسه.

يُعد نظام لورا، الذي طورته شركة هلسينغ بالتعاون مع البحرية الملكية البريطانية، خطوة هامة نحو استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات المستقلة في مجال الأمن البحري. ويهدف بشكل أساسي إلى تعزيز قدرة بريطانيا على مراقبة محيطاتها وتتبع أي تهديدات محتملة تحت الماء خاصة الغواصات الروسية التي اتهمتها بريطانيا أكثر من مرة بالتجسس في المياه البريطانية وقيامها بعمليات قطع لبعض الكابلات البحرية.