الصين تطور أول سفينة شحن تعمل بمفاعل ثوريوم

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Nov. 7, 2025

tship

كشف كبير المهندسين في مجموعة جيانغنان لبناء السفن عن مواصفات سفينة شحن عملاقة يجري تطويرها حالياً، ستُدار هذه السفينة بالطاقة النووية عبر مفاعل ملح منصهر مبتكر يعمل بوقود الثوريوم (TMSR) وبقدرة حرارية تبلغ 200 ميغاواط.

صُممت هذه السفينة خصيصاً لحمل 14,000 حاوية شحن قياسية، وقد جاء الإعلان عن مشروعها لأول مرة في عام 2023، بالتزامن مع نجاح الصين في تشغيل أول مفاعل ثوريوم تجريبي في العالم.

سيُستخدم هذا المفاعل لتوليد طاقة كهربائية تصل إلى 50 ميغاواط، وهي كافية لدفع السفينة لسنوات طويلة دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.

يتميز المفاعل بعدم تطلبه للماء لأغراض التبريد، حيث يعتمد على الأملاح المنصهرة، ما يساهم في جعل النظام أصغر حجماً وأكثر هدوءاً وأماناً؛ فهو يعمل عند الضغط الجوي، مما يُزيل خطر تراكم الضغط الانفجاري. كذلك، يتمتع النظام بآلية أمان ذاتية فريدة، حيث يتباطأ التفاعل النووي بشكل طبيعي كلما ارتفعت درجة الحرارة، الأمر الذي يمنع حدوث أي تفاعل جامح محتمل.

يتم إذابة وقود الثوريوم في الأملاح وإدخاله إلى قلب المفاعل، وفي حال حدوث أي مخاطر، سينزل وقود الملح المنصهر تلقائياً إلى غرفة أمان سفلية حيث يتصلب، مما يحبس المواد المشعة بشكل فعال. علاوة على ذلك، صُمم المفاعل بأكمله ليكون وحدة معيارية محكمة الإغلاق ذات عمر افتراضي محدد بعشر سنوات. بعد انقضاء هذه المدة، يتم استبدال الوحدة النووية بأكملها بوحدة جديدة بدلاً من إعادة تزويدها بالوقود في موقعها، وهو ما يقلل بشكل كبير من مخاطر التسربات والأخطاء البشرية. ولدعم السلامة في الحالات الطارئة، ستُزود السفينة بمولد ديزل احتياطي بقدرة 10 ميغاواط.

ويُذكر أن مفاعل الثوريوم التجريبي الصيني في صحراء غوبي أصبح، منذ أشهر، أول مفاعل في العالم يحقق تشغيلاً مستقراً طويل الأمد، ليثبت بذلك الجدوى العملية لهذه التكنولوجيا المتقدمة، خاصة بعد أن كانت الولايات المتحدة قد تخلت عن برنامجها الخاص بمفاعلات الثوريوم في ستينيات القرن الماضي.

وتستفيد الصين بشكل استراتيجي من احتياطياتها الهائلة من الثوريوم، وخصوصاً تلك الموجودة في منغوليا الداخلية، لتأمين الوقود اللازم لهذا الجيل الجديد من المفاعلات النووية البحرية.



مشاركة