منذ إطلاق أول قمر صناعي، سبوتنيك 1 السوفياتي عام 1957، ظلت الإشارات الراديوية اللاسلكية هي العمود الفقري للاتصالات بين الأرض والفضاء. ورغم التطور الكبير على كل التكنولوجيا المتعلقة بالفضاء إلاُ أن تقنية الاتصالات لم تتغير.
ومع تزايد عدد الأقمار الصناعية في الفضاء وتزايد كميات البيانات المتبادلة مع الأرض، ظهر الليزر كبديل واعد للاتصالات الفضائية الذي يوفر إمكانية نقل البيانات بسرعات أكبر قد تصل لآلاف المرات من سرعة الأمواج الراديوية، ذلك أن الليزر يعمل بترددات أعلى بكثير مما يوفر إمكانية نقل البيانات بشكل أسرع بكثير.
يمثل مشروع تيرانت (TeraNet) -شبكة محطات أرضية للاتصالات الفضائية الضوئية عالية السرعة- التابع لجامعة غرب أستراليا خطوة متقدمة في هذا المجال، وقد حقق أول نجاح له قبل عدة أيام، إذ استقبلت الشبكة بنجاح إشارات ليزر من قمر صناعي ألماني في مدار أرضي منخفض. ويأتي هذا النجاح بعد عدة أسابيع من نجاح ناسا بإرسال صور إلى محطة الفضاء الدولية باستخدام الليزر، مما يمهد الطريق لتبادل بيانات ثنائي الاتجاه مع الفضاء وهذا قد يساهم في تحسين تطبيقات كثيرة: مثل مراقبة الأرض و التحكم بالعمليات عن بعد والاتصالات المدنية والعسكرية عبر الفضاء.
ومع ذلك، فإن الاتصال بالليزر له حدود، فهو يتطلب عدم وجود عوائق بين المرسل والمستقبل، و على عكس موجات الراديو يمكن أن تتعطل إشارات الليزر بسبب الغيوم والمطر. ولحل هذه المشكلة قامت تيرانت بإنشاء شبكة من ثلاث محطات اثنتين منهما ثابتتين متباعدتين ففي حال سوء الأحوال الجوية في أحدهما ينتقل الاتصال إلى الأخرى، أما الثالثة فهي محمولة على عربة ويمكن لها التنقل في حال حدوث أي طارىء.
يمهد نجاح TeraNet الطريق لمستقبل يصبح فيه الاتصال بالليزر هو الطريقة السائدة لنقل البيانات بين الأرض والفضاء، ويمكن من خلاله نقل صور وفيديوات عالية الدقة من الفضاء، وربما نصل يوماً ما لمرحلة من التقدم يُمكن لنا أن نتلقى على الأرض بثاً مباشراً من رواد الفضاء على القمر.