لردع الصين: تايوان تطور صاروخ كروز لتدمير حاملات الطائرات والسفن الكبيرة

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Aug. 11, 2025

taiwan-antiship

أعلنت وزارة الدفاع التايوانية في 11 أغسطس/آب 2025 عن تطوير صاروخ جديد وُصف بأنه "صاروخ كروز مضاد للسفن بعيد المدى وتحت صوتي". ويعد هذا الإعلان رسالة مباشرة إلى الصين، مفادها أن تايوان تواصل تعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المتزايدة من بكين.

الصين، التي تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، كثّفت في السنوات الأخيرة من مناوراتها العسكرية البحرية والجوية حول الجزيرة، ما دفع تايوان إلى تبني استراتيجية دفاعية تُعرف بـ"الردع غير المتكافئ". ويأتي تطوير هذا الصاروخ في صلب هذه الاستراتيجية، إذ يُنظر إليه كوسيلة فعالة لردع الأسطول الصيني، خاصة حاملات الطائرات التي تُعد رموزاً للقوة البحرية الصينية.

ينتمي الصاروخ إلى فئة صواريخ الكروز، ما يعني أنه يحلق على ارتفاع منخفض وبسرعة دون سرعة الصوت، مما يُصعّب على الرادارات التقليدية رصده واعتراضه. وقد تم تطويره استناداً إلى منصة "هسيونغ فنغ 2 إي"، مع إدخال تحسينات كبيرة في مجال التخفي والرصد، بما في ذلك تقنيات "الرادار المتردد" التي تسمح له بتغيير تردداته أثناء الطيران لتجنب التشويش والرصد.

و تشير التقديرات إلى أن الصاروخ قادر على الوصول إلى أهداف تبعد أكثر من 1,000 كيلومتر، ما يمنحه القدرة على ضرب أهداف بحرية في عمق بحر الصين الجنوبي. أما الرأس الحربي، فيُعتقد أنه يحمل شحنة شديدة الانفجار مصممة لاختراق هياكل السفن الحربية الثقيلة. ورغم أن سرعته دون سرعة الصوت قد تُعد نقطة ضعف مقارنة بالصواريخ الأسرع، إلا أن قدرته على المناورة والتخفي تعوض ذلك، وتجعل اعتراضه مهمة صعبة.

الصاروخ مصمم بشكل أساسي لاستهداف السفن الكبيرة، وعلى رأسها حاملات الطائرات، لكنه قادر أيضاً على ضرب المدمرات والفرقاطات وسفن الإنزال، ما يجعله سلاحاً متعدد الاستخدامات في المعارك البحرية. وتكمن قوته في قدرته على تنفيذ ضربات دقيقة من مسافات بعيدة، دون الحاجة إلى اقتراب المنصات التايوانية من مناطق الخطر.

وتقلل وسائل الإعلام الصينية من أهمية هذا الصاروخ، معتبرة أنه قابل للاعتراض بسهولة، لكنه يزيد من قدرة تايوان على ضرب حاملات الطائرات الصينية وهذا سيُحدث تغييراً في حسابات بكين العسكرية، وتُعقّد من أي سيناريو محتمل لغزو الجزيرة.



مشاركة