في مساء 26 أغسطس، انطلقت مركبة ستارشيب من منصة الإطلاق في "ستاربيس" بولاية تكساس، في اختبار هو العاشر من نوعه، لكنه الأول الذي يُعتبر ناجحاً بكل المقاييس. هذا الإطلاق يمثل خطوة حاسمة في طريق التحضير لمهمة القمر المقررة في عام ٢٠٢٧، ضمن برنامج "أرتميس" التابع لوكالة ناسا، والذي يعتمد على ستارشيب كوسيلة لنقل البشر إلى سطح القمر.
تتكون مركبة ستارشيب من مرحلتين ضخمتين: المرحلة الأولى "سوبر هيفي" ويبلغ طولها حوالي ٧٠ متر، وهي المسؤولة عن دفع المركبة خارج الغلاف الجوي، والمرحلة الثانية "ستارشيب" بطول ٥٠ متر، وهي التي تستكمل الرحلة في الفضاء وتنفذ المهام المدارية.
في هذا الاختبار، نجحت المرحلة الأولى في تنفيذ عملية الانفصال والعودة إلى الأرض، حيث هبطت بشكل متحكم في خليج المكسيك، رغم فقدان أحد محركاتها أثناء الهبوط. أما المرحلة الثانية، فقد أكملت رحلتها المدارية بنجاح، وأعادت تشغيل أحد محركاتها في الفضاء، ثم دخلت الغلاف الجوي مرة أخرى وهبطت في المحيط الهندي، في تجربة غير مسبوقة لاختبار قدرة المركبة على تحمل ظروف العودة.
وقد تم خلال هذا الاختبار إطلاق نماذج تجريبية من أقمار ستارلينك، في أول تجربة فعلية لحمل حمولة على متن ستارشيب، مما يعكس تطوراً كبيراً في جاهزية المركبة للمهام المستقبلية.
بعد الهبوط، رُصد انفجار بسيط في موقع سقوط المرحلة الثانية، إلا أن سبيس إكس اعتبرت المهمة ناجحة بالكامل.
علق إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، على هذا الإنجاز قائلاً إن "الاختبار العاشر هو نقطة تحول حقيقية"، مؤكداً أن المركبة أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هدفها النهائي: نقل البشر إلى القمر، ثم إلى المريخ.