أعلنت المملكة العربية السعودية رسمياً عن تدشين المرحلة التجريبية الأولى لتشغيل المركبات ذاتية القيادة في العاصمة الرياض، وذلك ضمن إطار رؤية السعودية 2030 الطموحة.
ستبدأ سيارات الأجرة ذاتية القيادة بالتجول ونقل الركاب في 7 مناطق حيوية في الرياض، منها مطار الملك خالد الدولي، وجامعة الأميرة نورة، وعدد من الطرق الرئيسية وسط المدينة.
يتم التشغيل بالشراكة مع شركات عالمية مثل WeRide وUber وAiDriver التي تتولى عمليات التشغيل والحجز، في حين تشرف السعودية على سلامة عملها والتطبيق الآمن لمعايير السلامة.
هذه السيارات ذاتية القيادة بالكامل ولا تتطلب سائقاً بشرياً، وتعمل نماذج الذكاء الاصطناعي فيها على تحليل صور الكاميرات والرادارات وأجهزة الاستشعار لاتخاذ القرار بشكل فوري. ومع ذلك، تقتضي المرحلة التطبيقية الأولى وجود سائق بشري يعمل كمشرف أمان داخل المركبة يراقب النظام ويكون مستعداً للتدخل في أي لحظة لضمان السلامة التامة.
تستمر هذه المرحلة التجريبية 12 شهراً لاختبار عمل المركبات في ظروف حقيقية تحت إشراف ورقابة صارمة، وذلك قبل الانتقال إلى تطبيقها على نطاق تجاري واسع. إذ سيتم اختبار قدرة الأنظمة الذكية على العمل السليم في مواقف الحياة الحقيقية، وسيتم تقييم مدى تكيفها مع تحديات القيادة على طرق السعودية، بما فيها حركة المركبات الأخرى والمشاة.
تخضع المركبات لإشراف دقيق من الهيئة العامة للنقل لضمان الالتزام التنظيمي بمعايير السلامة المحلية والعالمية، مما يمهد الطريق لتشريعات مستقبلية تضمن التكامل الآمن لهذه التقنيات.
يعد هذا المشروع ثمرة تعاون وثيق بين جهات حكومية متعددة وشركات رائدة في القطاع الخاص. من الجانب الحكومي، تشارك كل من الهيئة العامة للنقل، وسدايا (الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي)، ووزارة الداخلية، والهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية. أما من القطاع الخاص، فتلعب شركات مثل WeRide، وهي شركة صينية رائدة في تطوير المركبات ذاتية القيادة من المستوى الرابع (Level 4 autonomy)، دوراً حيوياً في توفير التقنيات الأساسية. كما تشارك Uber، بالتعاون مع منصات مثل Pony.ai، لتوفير خبرتها في خدمات النقل الذكي، بينما تُسهم AiDriver بخبرتها المتخصصة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي للمركبات المستقلة.
هذه "المرحلة التجريبية" ليست سوى البداية؛ وهي خطوة حاسمة وضرورية لضمان أن هذه التكنولوجيا آمنة وفعالة ومناسبة للبيئة المحلية، تمهيداً ليوم قريب تصبح فيه المركبات ذاتية القيادة جزءاً طبيعياً ومألوفاً من حياتنا اليومية.