الصين تطور أول ذكاء اصطناعي لتمييز الرؤوس النووية الحقيقية من المزيفة

بقلم:   تامر كرم           |  May 31, 2025

ai-nuke

كشفت تقارير إعلامية صينية بأن باحثين في المعهد الصيني للطاقة الذرية طوروا نظام ذكاء اصطناعي يتمتع بالقدرة على التمييز بين الرؤوس الحربية النووية الحقيقية وتلك المزيفة أو المستخدمة كشراك خداعية، بهدف تعزيز آليات التحقق من الأسلحة النووية.

ورغم عدم إيجادنا الورقة البحثية الأصلية التي استندت إليها هذه التقارير، تشير المعلومات المتاحة إلى أن الباحثين اعتمدوا على بناء شبكة عصبية اصطناعية، تم تدريبها باستخدام كم هائل من البيانات النووية الحقيقية، إضافة إلى بيانات مستمدة من عمليات محاكاة. وخلال هذه المحاكاة، أنشأ الباحثون ملايين النماذج الافتراضية للرؤوس النووية الحقيقية وللشراك الخداعية، حيث استُخدمت مواد نووية ذات خصائص إشعاعية محددة لنمذجة الرؤوس الفعلية، في حين استُخدمت مواد مثل اليورانيوم منخفض التخصيب، الرصاص، والتنغستن، لمحاكاة بعض الخصائص الفيزيائية للرؤوس الحقيقية دون أن تكون كذلك.

وكان الهدف الرئيسي لهذه المحاكاة تحديد السلوك الإشعاعي النيوتروني لكل تركيبة من هذه المواد، إذ تصدر المواد النووية الانشطارية أنماطا فريدة من الإشعاع النيوتروني. ثم تم تدريب نظام الذكاء الاصطناعي عبر خوارزميات التعلم العميق، بحيث يصبح قادرا على تحليل أنماط تدفق الإشعاع النيوتروني وشدته، ليتمكن من تصنيف الهدف إما كرأس نووي حقيقي أو كطعم يفتقر للمكونات النووية الفعالة.

ولتعزيز دقة النموذج وضمان فعاليته، اختبر الفريق البحثي النظام باستخدام بيانات تجريبية حقيقية. وحصلوا، وفق التقارير، على قراءات إشعاعية من أسلحة نووية فعلية عبر كواشف نيوترونية عالية الحساسية. ولضمان سرية التصاميم الهندسية لهذه الأسلحة، وضع الباحثون جدارا واقيا من مادة البولي إيثيلين مزودا بثقوب دقيقة، تسمح بمرور جزء كافٍ من الإشعاع النيوتروني اللازم للقياس دون الكشف عن التفاصيل التصميمية الحساسة.

ومع ذلك، يواجه هذا النظام بعض التحديات والقيود التشغيلية. فهو ليس مصمما لتمييز الرؤوس النووية أثناء تحليقها في مسارها الباليستي، بل يُستخدم في عمليات التحقق القريب ضمن بروتوكولات الحد من التسلح ونزع السلاح، نظرا لضرورة وجود أجهزة رصد الإشعاع قرب الجسم المفحوص لضمان قياسات دقيقة. كما أن دقة الكشف قد تتأثر سلبا إذا كان الرأس الحربي محصنا بمواد مصممة لامتصاص النيوترونات.

إضافة إلى التحديات التقنية، يبرز البعد السياسي والاستراتيجي، إذ يثير الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التحقق من الأسلحة تساؤلات حول الشفافية والثقة بين الدول. ونظرا لطبيعة خوارزميات التعلم العميق، قد يصدر النظام قرارات بشأن تصنيف الأسلحة دون تقديم تفسير واضح، وهو ما يُعرف بتحدي "الصندوق الأسود"، مما قد يشكل عقبة أمام قبول نتائجه في عمليات التحقق الدولية التي تتطلب مستوى عالٍ من اليقين والشفافية.



مشاركة