أجرت إيران اليوم تجربة إطلاق جديدة لصاروخها الفضائي "قاصد"، في وقت حساس أعقب سلسلة من الهجمات الجوية التي استهدفت منشآت صاروخية داخل البلاد. هذا الإطلاق، الذي تم عبر قوة الجو-فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني، جاء ليؤكد أن البنية التحتية الفضائية الإيرانية لا تزال سليمة، وأن البرنامج الفضائي مستمر رغم الضغوط العسكرية والسياسية.
الصاروخ "قاصد" هو منصة إطلاق فضائية خفيفة الوزن مكونة من ثلاث مراحل، تنفصل كل مرحلة بعد انتهاء وقودها لتتابع المرحلة التالية مهمة الدفع. وقد تم تصميمه خصيصًا لوضع أقمار صناعية صغيرة في مدار أرضي منخفض (LEO)، بارتفاع يتراوح بين 425 و513 كيلومتر، وبحمولة تصل إلى 40 كيلوجرام. وقد سبق أن استخدم بنجاح لإطلاق الأقمار الصناعية نور-1، نور-2، ونور-3، مما يعكس تطوراً ملحوظاً في قدرات إيران الفضائية.
التجربة الأخيرة لم تكن لإطلاق قمر صناعي جديد، بل كانت اختبار "دون مداري" لتقنيات جديدة قيد التطوير، وفقاً لما نشرته وكالة تسنيم الإيرانية. الهدف من هذا الاختبار هو تحسين أداء الأنظمة الفضائية الإيرانية، وتطوير تقنيات الدفع والتوجيه التي يمكن استخدامها في مهام مستقبلية، سواء أكانت مدنية أم عسكرية.
ورغم أن "قاصد" ليس صاروخاً باليستياً، إلا أن تقنياته تعتمد على المبادئ نفسها المستخدمة في الصواريخ الباليستية، مثل الدفع متعدد المراحل والوقود الصلب في المرحلتين الثانية والثالثة. هذا التشابه يثير قلقاً غربياً من إمكانية استخدام التقنيات نفسها لصناعة صواريخ عابرة للقارات.
في ظل التوترات الإقليمية، يُعد هذا الإطلاق بمثابة تأكيد أن إيران قادرة على استئناف برنامجها النووي، كما استأنفت برنامجها الفضائي التابع للحرس الثوري، واللذين كانا هدفاً للضربات الجوية.