سعياً منها لتطوير قدراتها الدفاعية استعداداً لاحتمال اندلاع حرب مع روسيا، وقّعت بولندا عقداً ضخماً مع كوريا الجنوبية لشراء 180 دبابة إضافية من طراز "كي-2 بلاك بانثر"، بقيمة 6.7 مليار دولار أمريكي.
الدبابات الجديدة لن تُسلم بشكل فوري، بل سيتم تجميع جزء منها داخل بولندا، ومن المتوقع أن تبدأ الدفعات الأولى في الوصول بحلول عام 2026. هذا التوسع يرفع عدد الدبابات من طراز "كي-2" في الجيش البولندي إلى 360 دبابة، لتُضاف إلى أسطول يشمل أيضاً دبابات ليوبارد 2 الألمانية وأبرامز الأمريكية، بعدما قامت بولندا بتسليم دباباتها السوفياتية القديمة من طراز "T-72" إلى أوكرانيا لدعم جهودها العسكرية.
تُعد دبابة "كي-2 بلاك بانثر" من بين الأحدث والأكثر تطوراً في العالم،حيث تجمع بين التصميم المتطور والتكنولوجيا الحديثة. يبلغ وزنها حوالي 55 طن، ما يمنحها توازناً مثالياً بين الحماية والقدرة على المناورة. وهي مزودة بمدفع أملس من عيار 120 ملم من نوع L55، مشابه لذلك المستخدم في دبابة ليوبارد 2 الألمانية، ويتميز بدقة عالية وقدرة على إطلاق الذخائر المتقدمة. كما تحتوي على ملقم آلي يتيح سرعة في إطلاق النار وتقليل عدد أفراد الطاقم إلى ثلاثة فقط.
كما تحمل الدبابة رشاشاً ثقيلاً من عيار 12.7 ملم يتم التحكم به عن بُعد، بالإضافة إلى رشاش ثانوي من عيار 7.62 ملم. وتتمتع بنظام تحكم بالنيران متقدم قادر على تتبع الأهداف تلقائياً، واستهداف الطائرات المروحية التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يجعلها منصة قتالية متعددة المهام في ساحة المعركة.
وقد أجريت عليها تعديلات خاصة كي تتناسب مع بيئة بولندا ومقتضيات المعارك الأوروبية، بما في ذلك تعزيز الدروع، وتعديل أنظمة الاتصال لتتوافق مع معايير الناتو، ودمج أنظمة تحكم عن بعد للأسلحة، بالإضافة إلى تطوير نظام إدارة المعارك ليتماشى مع البنية التحتية البولندية.
اختيار بولندا لهذه الدبابة لم يكن مجرد صفقة تجارية، بل كان جزءاً من استراتيجية وطنية تهدف إلى تحديث الجيش ونقل التكنولوجيا العسكرية إلى الداخل، عبر التعاون في الإنتاج وتجميع المعدات داخل البلاد.
بهذا التوجه، تسعى بولندا إلى ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في أمن أوروبا، ليس فقط من خلال تعزيز ترسانتها، بل أيضاً من خلال تطوير قاعدة صناعية دفاعية متقدمة بمساعدة الشركاء.