في تطور جديد في مجال الروبوتات البشرية، شارك إيلون ماسك، مقطع فيديو جديد يظهر الروبوت أوبتيموس وهو يقوم بالجري داخل المختبر، بعد أن أظهرت فيديوات سابقة قدراته على المشي وتنفيذ بعض المهام اليدوية وأداء عروض راقصة بسيطة.

يختلف الركض جوهرياً عن المشي من الناحية الفيزيائية، إذ يتطلب وجود مرحلة طيران تكون فيها كلتا القدمين في الهواء للحظات، مما يستلزم توازناً ديناميكياً فائقاً لامتصاص الصدمات عند الهبوط، وتنسيقاً متقدماً لمعالجة بيانات الحساسات وتعديل وضعية الجسم في أجزاء من الثانية، وهو ما أظهره الروبوت من استقرار ملحوظ في سطح مستوي وفي المختبر.

يتميز أوبتيموس ببنية أقرب للبشر، حيث يبلغ طوله حوالي 1.73 متر ووزنه يقارب 60 كيلوجراماً، و يعتمد في حركته الميكانيكية على أكثر من 28 درجة حرية في مفاصل الجسم الرئيسية، بينما حصلت اليدان في التحديثات الأخيرة للجيل الثالث على ترقية كبيرة لتصل إلى 22 درجة حرية في كل منها، مما يمنحها دقة بشرية فائقة في التعامل مع الأشياء الدقيقة.

و يعمل الروبوت ببطارية سعة 2.3 كيلوواط/ساعة مصممة لتعمل يوماً كاملاً بشحنة واحدة، مع كفاءة استهلاك طاقة استثنائية تتراوح بين 100 واط في وضع السكون وتصل إلى 500 واط فقط أثناء المشي السريع.

تتجاوز طموحات إيلون ماسك مجرد تطوير روبوت قادر على الركض إلى تحويله لمحرك اقتصادي عالمي، حيث تستهدف تسلا إنتاج كميات محدودة في عام 2025 قبل الانتقال إلى الإنتاج الضخم بحلول عام 2026، بسعر متوقع يتراوح بين 20,000 و30,000 دولار عند نضوج عمليات التصنيع.

وفي رؤية مستقبلية مثيرة وجريئة، أشار ماسك إلى مفهوم "التكاثر الذاتي" حيث ستكون هذه الروبوتات قادرة في المستقبل القريب على تصنيع وبناء نسخ من نفسها داخل المصانع، مما يزيل التواجد البشري في خطوط الإنتاج ويمهد الطريق لإنتاج المليارات منها لتكون عاملاً أساسياً في المصانع والمنازل على حد سواء.