أعلنت ناسا عن مشروع TFINER، الذي يهدف إلى تطوير محرك دفع فضائي نووي يعمل بأغشية رقيقة من النظائر المشعة، دون الحاجة إلى أي تفاعلات كيميائية أو أجزاء متحركة. يسعى هذا المشروع إلى توفير نظام دفع فعال ومستدام للمركبات الفضائية، يساعدها على السفر والمناورة في الفضاء دون الحاجة إلى تزويد مستمر بالطاقة.
يعتمد هذا المحرك على طبقات رقيقة من النظائر المشعة النشطة، مثل الثوريوم-228 والأكتينيوم-227 والكوريوم-242، التي تصدر جسيمات ألفا عالية الطاقة بشكل طبيعي. يتم تصميم الأغشية بحيث توجه هذه الجسيمات في اتجاه واحد لتصطدم بركيزة، مما يولد قوة ارتدادية معاكسة تدفع المركبة الفضائية إلى الأمام.
وعلى عكس محركات الدفع التقليدية، التي تعتمد على طرد كتلة للخارج مثل الغاز الساخن، فإن هذا المحرك لا يحتوي على أجزاء متحركة، ولا يحرق الوقود، ولا يهدر الطاقة على شكل حرارة. ومع ذلك، فهو غير قادر على إنتاج قوة دفع كبيرة كتلك التي يحتاجها الصاروخ للإقلاع وتجاوز الجاذبية، لكنه مثالي للمركبات الفضائية التي تتحرك في الفضاء العميق.
قوة الدفع التي ينتجها المحرك صغيرة، لكن التأثير التراكمي على مدى أشهر أو سنوات يمكن أن يُمكّن المركبة الفضائية من تحقيق تغيرات في السرعة تصل إلى 100 كم/ثانية، أو حتى 150 كم/ثانية وفقاً لناسا. وهذا أسرع بحوالي خمس مرات ونصف من أسرع مركبة فضائية أطلقتها ناسا، وهي فوياجر 1، التي تسافر بسرعة 17 كم/ثانية.
حتى الآن، لم يتم بناء نموذج تجريبي لهذا المحرك، إذ يحتاج المشروع إلى تحسين طرق إنتاج النظائر المشعة المناسبة، وتطوير تصميم المحرك لتحقيق أقصى استفادة من الجسيمات المنبعثة. وإذا نجح مشروع TFINER، فإنه سيمثل ثورة في مجال الدفع الفضائي، حيث سيفتح آفاقاً جديدة لاستكشاف الكون، و قد يغير جذرياً طريقة تصميم المركبات الفضائية، بحيث لا تكون بحاجة إلى كميات هائلة من الوقود أو أنظمة دفع معقدة، مما يجعل السفر بين النجوم أكثر كفاءة واستدامة.