مارك-1: صاروخ أوروبي صغير وذكي لمواجهة أسراب الطائرات الروسية المسيّرة

بقلم:   جاد طرابيشي           |  Nov. 12, 2025

mark1

كشفت شركة Frankenburg Technologies الإستونية الناشئة عن صاروخها الاعتراضي الصغير Mark 1 (مارك-1)، المصمم خصيصاً لمواجهة الطائرات المسيّرة الرخيصة، لا سيما طائرات "شاهد" الإيرانية التي يستخدمها الجيش الروسي بكثافة في أوكرانيا.

ويُمثل تطوير هذا الصاروخ رؤية جديدة في عالم الدفاع الجوي تهدف إلى توفير حل فعال يمكن إنتاجه بكميات كبيرة وبتكلفة منخفضة، لمواجهة أسراب الطائرات المسيّرة التي أصبحت تستنزف مخزونات الدفاعات الجوية التقليدية الباهظة الثمن.

يُعد صاروخ Mark 1 أصغر صاروخ موجّه في العالم، حيث يبلغ طوله حوالي 65 سنتيمتراً فقط، أي ما يقارب حجم الخبز الفرنسي (الباغيت). وتخطط الشركة لبيع الصاروخ بسعر يناهز 50,000 دولار أمريكي للوحدة الواحدة، وهو ثمن زهيد مقارنة بتكلفة الصواريخ الاعتراضية التقليدية التي قد تتجاوز قيمتها مئات الآلاف أو حتى ملايين الدولارات. ويعتمد الصاروخ على الدفع الصاروخي الصلب، ومجهز بنظام توجيه ذاتي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يمكنه من التعرف على الطائرات المسيّرة واعتراضها بشكل مستقل بعد الإطلاق.

ويتميز الصاروخ بقدرة اعتراض قصيرة المدى تصل إلى حوالي 2 كيلومتر، ويمكنه الاشتباك مع الأهداف بسرعة قصوى تبلغ نحو 1200 كيلومتر في الساعة. وتشير التقارير إلى أن الصاروخ مصمم خصيصاً للتصدي للطائرات المسيّرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وبسرعات بطيئة أو متوسطة، مع تفجير رأسه الحربي على بعد متر إلى مترين من الهدف. وقد أنشأت الشركة بالفعل منشآت إنتاج في دولتين من حلف الناتو بهدف تصنيع مئات الصواريخ يومياً، ومن المتوقع بدء عمليات التسليم الأولى في أوائل عام 2026.

فيما يتعلق بالموثوقية، أظهرت التجارب المبكرة أن الصاروخ يحقق دقة إصابة تبلغ حوالي 50%. ووفقاً لتصريحات الشركة، فقد أُجري 53 اختبار إطلاق حي، نجح الصاروخ في إصابة الهدف في حوالي نصفها. ورغم أن هذه النسبة تقل عن الطموح المعلن للشركة والذي يهدف للوصول بها إلى 90% مع تقدم الإنتاج، إلا أنها تُعتبر نتيجة مشجعة للغاية بالنظر إلى أن الصاروخ مصمم ليكون "جيداً بما فيه الكفاية" ليناسب الإنتاج الضخم منخفض التكلفة كحل عملي لمواجهة الهجمات بالأسراب.



مشاركة