نجح فريق بحثي في جامعة واترلو الكندية في ابتكار روبوت مغناطيسي صغير قادر على إذابة حصوات الكلى مباشرة داخل المسالك البولية، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو انتظار طويل لفعالية الأدوية الفموية. هذا الابتكار يمثل نقلة نوعية في علاج الحالات المزمنة التي تتكرر فيها الحصوات وتُسبب آلاماً شديدة أو انسدادات يصعب التعامل معها بالطرق التقليدية.

يعتمد الروبوت على تقنية دقيقة تجمع بين المواد اللينة والذكاء المغناطيسي. فهو عبارة عن شريط مرن أبعاده 1 ×1 ×12 مم، مصنوع من مزيج من الهلام المائي والإيلاستومر، ويحتوي على إنزيم يُعرف باسم "اليورياز" بالإضافة إلى مغناطيس صغير في أحد طرفيه. يُدخل هذا الجهاز إلى المثانة عبر قسطرة، ثم يُوجه بدقة باستخدام ذراع روبوتية خارجية مزودة بمغناطيس دوار، مما يسمح بتحريكه داخل المسالك البولية حتى يصل إلى موقع الحصوة المستهدفة.

ما يجعل هذا الروبوت فعالًا بشكل خاص هو آلية عمله الكيميائية الدقيقة. فحصوات الكلى، وخاصة تلك المكونة من حمض اليوريك، تتشكل في بيئة بولية حمضية، حيث يكون الـ PH منخفضاً. إنزيم اليورياز الذي يحمله الروبوت يعمل على رفع درجة PH في البول، أي جعله أقل حمضية، مما يُحول حمض اليوريك إلى شكله القابل للذوبان، وهو "اليورات". بهذه الطريقة، تبدأ الحصوة بالتفكك تدريجياً إلى أجزاء صغيرة يمكن للجسم التخلص منها طبيعياً عبر البول.

وقد أظهرت التجارب المخبرية باستخدام نموذج مطبوع ثلاثي الأبعاد للمسالك البولية البشرية نتائج مشجعة، حيث ارتفعت درجة الحموضة من 6 إلى 7، وانخفض وزن الحصوات بنسبة 30% خلال خمسة أيام فقط. كما أن تأثير الإنزيم استمر لعدة أسابيع، مما يعزز من فرص التخلص الكامل من الحصوات دون ألم يُذكر. ويُخطط الفريق حالياً للانتقال إلى تجارب على الحيوانات الكبيرة، مع تحسين نظام التوجيه باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية لضمان دقة أكبر في الوصول إلى الحصوات.

هذا الابتكار لا يُمثل فقط تقدماً تقنياً، بل يُجسد رؤية جديدة في الطب تعتمد على التوصيل المباشر للعلاج، وتوظيف الروبوتات الدقيقة لتجاوز العقبات التي طالما أعاقت فعالية العلاجات التقليدية. وإذا أثبتت التجارب القادمة نجاحه، فقد يكون هذا الروبوت بداية لعصر جديد في علاج حصوات الكلى، أكثر راحة وأقل تدخلاً.

نشرت الدراسة في مجلة Advanced Healthcare Materials.