كنياز بوزارسكي: روسيا تضيف غواصة نووية جديدة لأسطولها البحري

بقلم:   جاد طرابيشي           |  July 24, 2025

russia-submarine

في مدينة سيفيرودفينسك، شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تدشين الغواصة النووية الجديدة "كنياز بوزارسكي". صعد بوتين على متن الغواصة وألقى كلمة مقتضبة أمام الطاقم، ثم منحهم الإذن برفع العلم البحري للمرة الأولى، قائلاً: "أيها الرفاق البحارة، أهنئكم على رفع العلم البحري للمرة الأولى".

تُعد الغواصة "كنياز بوزارسكي" ثامن غواصة ضمن سلسلة غواصات "بوري"، والخامسة من الطراز المُحسّن "بوري-A". تمثل هذه الغواصات جوهر الردع النووي الروسي تحت الماء، حيث تحمل كل واحدة منها 16 صاروخاً باليستياً عابراً للقارات من طراز RSM-56 "بولافا". يمكن تزويد كل صاروخ من 4 إلى 6 رؤوس نووية، مما يمنحها قدرة ضرب استراتيجي هائل يصعب تجاهله.

تعمل هذه الغواصة بمحرك نووي من نوع VM-5 بالماء المضغوط، يولد طاقة حرارية تبلغ نحو 190 ميغاواط. يصل وزن الغواصة تحت الماء إلى 24,000 طن، مما يجعلها من أكبر الغواصات من نوعها، متفوقة على نظيرتها الأمريكية "أوهايو".

أُطلقت هذه الغواصة في فبراير 2024، بعد سنوات من العمل في مصنع "سيفماش"، وهو المصنع الوحيد في روسيا المختص ببناء الغواصات النووية. وقد خضعت لاختبارات صارمة على الصواريخ والأنظمة قبل دخولها الخدمة الفعلية اليوم. صُممت هذه الفئة لتحل محل غواصات "دلتا" و"تايفون" القديمة، وتتميز بتقنيات متطورة للتخفي والاندماج في البيئات البحرية المعقدة، إضافة إلى تصميم داخلي محسّن لراحة الطاقم في المهام الطويلة.

يأتي تشغيل هذه الغواصة في لحظة يشهد فيها العالم تزايداً في التوترات الجيوسياسية، خصوصاً في ظل التصعيد العالمي بشأن التسلح النووي. و أصبح القطب الشمالي تحديداً ساحة استراتيجية تتنافس فيها القوى الكبرى على النفوذ والتواجد العسكري الدائم، خاصة مع تزايد أهمية خطوط الملاحة الجديدة والثروات الطبيعية في المنطقة.

إن "كنياز بوزارسكي" ليست مجرد غواصة، بل هي رسالة واضحة من موسكو مفادها أن الردع النووي البحري سيظل ركيزة أساسية في سياستها الدفاعية.



مشاركة