فشلت مركبة الهبوط اليابانية ريزيلينس التابعة لشركة آي سبيس في الهبوط بسلام على سطح القمر في 5 يونيو 2025، في ثاني محاولة للشركة لتحقيق هذا الإنجاز. كانت آي سبيس تهدف إلى أن تصبح ثالث شركة خاصة تنجح في الهبوط على القمر بعد الشركتين الأمريكيتين إنتويتيف ماشينز وفايرفلاي إيروسبيس، إلا أن المركبة تحطمت بسبب مشاكل فنية في أنظمة الهبوط، كما حدث في مهمتها الأولى عام 2023.
انقطع الاتصال مع المركبة ريزيلينس خلال هبوطها النهائي على الجانب القريب من القمر، قبل دقيقة و45 ثانية من الهبوط. أظهرت البيانات أن نظام قياس المسافة بالليزر لم يعمل كما يجب، مما أدى إلى عدم تباطؤ المركبة بالقدر المطلوب وانتهى بها الأمر إلى هبوط غير متحكم به على سطح القمر. هذا السيناريو مشابه لمحاولة الشركة الأولى عام 2023، حيث فقدت السيطرة على مركبتها هاكوتو-آر بعد خطأ في حسابات السرعة والارتفاع، مما أدى إلى اصطدامها بالقمر.
قبل محاولة آي سبيس الثانية، نجحت شركتان أمريكيتان خاصتان في تحقيق هبوط ناجح على القمر. إنتويتيف ماشينز هبطت مركبتها نوفا-سي عام 2024، رغم أن وضعها لم يكن مثالياً، بينما نجحت فايرفلاي إيروسبيس في مارس 2025 بهبوط مركبتها بلو جوست بسلام.
المثير في الأمر أن مركبتي بلو جوست التابعة لشركة فايرفلاي إيروسبيس وريزيلينس انطلقتا معا على متن صاروخ سبيس إكس فالكون 9 من مركز كينيدي للفضاء في فلوريدا يوم 15 يناير 2025، في مهمة مزدوجة إلى القمر. ومع ذلك، سلكت كل مركبة مسارًا مختلفًا للوصول إلى سطح القمر، حيث وصلت بلو جوست في مارس 2025، بينما استغرقت ريزيلينس وقتا أطول للوصول إلى مدار القمر في مايو 2025 قبل محاولة الهبوط الفاشلة في يونيو 2025.
يبلغ ارتفاع مركبة ريزيلينس 2.3 متر، ووزنها 1000 كغم مع الوقود، وقد استغرقت رحلتها خمسة أشهر.
رغم الفشل الثاني، أكد الرئيس التنفيذي لشركة آي سبيس، تاكيشي هاكامادا، أنهم سيأخذون الدروس المستفادة بجدية ويواصلون تطوير تقنية الهبوط القمري، تمهيدًا لمحاولة مستقبلية ناجحة.
حتى الآن، نجحت خمس دول فقط في الهبوط على القمر: الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة، الصين، الهند، واليابان.