شهدت أستراليا يوم أمس إطلاق أول صاروخ فضائي محلي الصنع يحمل اسم "إيريس"، من تطوير شركة "جيلمور سبيس تكنولوجيز". تمت عملية الإطلاق من ميناء بوين المداري الواقع في ولاية كوينزلاند شمال شرقي البلاد، والذي يُعد أحد المراكز الناشئة في مجال إطلاق المركبات الفضائية.

مثّل الحدث لحظة فارقة في مسيرة البلاد نحو تحقيق الاستقلال الفضائي، إلا أن التجربة لم تكتمل بنجاح، حيث تحطم الصاروخ بعد مرور 14 ثانية فقط على انطلاقه.

عملية الإطلاق بدأت بانفصال الصاروخ من منصة الإقلاع، مع نجاح تشغيل محركات الدفع الهجين الأربعة التي تعتمد على مزيج من الوقود الصلب والسائل، وهي تقنية واعدة تجمع بين الأمان والكفاءة. إلا أن الصاروخ سرعان ما فقد قوة الدفع لأسباب لم تُعلن تفاصيلها بعد، وسقط في منطقة قريبة من موقع الإطلاق. ورغم فشل المهمة، فإن الشركة الأسترالية اعتبرت نجاح عمل المحركات وتجاوز برج الإطلاق إنجازاً تقنياً يؤسس لمهام مستقبلية أكثر تطوراً.

الصاروخ "إيريس" صُمم خصيصًا لحمل أقمار صناعية صغيرة ومتوسطة إلى المدار الأرضي المنخفض، بارتفاع يتراوح بين 300 إلى 1200 كيلومتر. وكان من المفترض أن يحمل حمولة تجريبية غير مأهولة لاختبار كفاءة نظام الدفع وتكامل البنية الهندسية للصاروخ. وتندرج هذه المهمة ضمن رؤية أستراليا الطموحة لتعزيز وجودها في قطاع الفضاء التجاري والعلمي، وتقليل الاعتماد على المنصات الدولية في إطلاق المركبات والأقمار الصناعية.

وبينما كانت أستراليا تضع أولى خطواتها في مجال الفضاء المحلي، كانت إيران تحتفل قبل أيام بنجاح اختبار صاروخها الفضائي "قاصد"، الذي تم إطلاقه ضمن برنامج الحرس الثوري الإيراني. الصاروخ الإيراني يتكون من ثلاث مراحل دفع تستخدم مزيجاً من الوقود السائل والصلب.

يأتي هذا التزامن بين الحدثين ليعكس تزايد اهتمام الدول الصاعدة بتطوير قدراتها الذاتية في مجال الفضاء، سواء لأهداف علمية وتجارية أو لتعزيز النفوذ الإستراتيجي والعسكري.