في خطوة علمية بارزة، أعلنت إيران عن نجاحها في تصميم وتصنيع مكثف فائق (Supercapacitor) محلي الصنع، لتنضم بذلك إلى قائمة لا تتجاوز 10 دول تقوم بتصنيع هذه التكنولوجيا المتقدمة. جاء هذا الإنجاز بفضل جهود فريق بحثي تابع لمعهد تطوير الصناعات الكيميائية في مركز جهاد الجامعي.
والمكثف الفائق هو جهاز لتخزين الطاقة الكهربائية، لكنه بخلاف البطاريات التقليدية يتميز بسرعة الشحن والتفريغ العالية. كما أن عمره التشغيلي يمتد لأكثر من 10 سنوات، وله القدرة على تحمل أكثر من مليون دورة شحن وتفريغ. وقد أظهر النموذج الأولي جودة تضاهي المنتجات العالمية المتقدمة.
تعتمد هذه التقنية على تصميم نانوي دقيق باستخدام مواد كربونية عالية الأداء، مما يمنح المكثف كثافة طاقة كبيرة إلى جانب مقاومة كهربائية منخفضة واستقرار دوري ممتاز. وقد تم تطوير هذه النماذج في جامعة مازندران بدعم من مؤسسة العلوم الوطنية الإيرانية، حيث سبقت عملية التصنيع دراسات نظرية ونمذجة حاسوبية.
تُستخدم المكثفات الفائقة في العديد من التطبيقات الحيوية مثل المركبات الكهربائية والهجينة، المصاعد، توربينات الرياح، أنظمة الطاقة غير المنقطعة (UPS)، وشبكات الطاقة، بالإضافة إلى بعض المعدات العسكرية والاتصالات. ويُعد هذا الإنجاز خطوة استراتيجية نحو تعزيز الاكتفاء الذاتي في مجال تكنولوجيا الطاقة، خاصة في ظل تزايد الطلب العالمي على حلول الطاقة النظيفة والفعالة.
ورغم أن إيران لا تزال في مراحل الإنتاج الأولية، إلا أنها أعلنت استعدادها لبدء التصنيع التجاري الواسع فور توفر الدعم الاستثماري اللازم من القطاعين العام والخاص، مما يؤكد طموحها في المنافسة على المستوى العالمي في مجال الصناعات المتقدمة.